أكد مشاركون في جلسة نقاش ضمن منتدى ميدايز، اليوم الخميس بطنجة، أن انضمام المغرب للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) سيشكل « قيمة مضافة » لهذا التجمع الإقليمي . واعتبر وزير الخارجية السنغالي السابق مانكور ندياي، في الجلسة التي تمحورت حول « الاتحاد الإفريقي وسيدياو : أية آفاق للانضمام المزدوج للمغرب »، أن المغرب قدم الشيء الكثير إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ، التي تعتبر سوقا كبيرة تعدادها 300 مليون نسمة، موضحا أن المملكة بعد انضمامها إلى المجموعة ستضع خبرتها بالأساس رهن إشارة بلدان المنطقة. وأبرز أن المغرب يعد أول مستثمر إفريقي بغرب إفريقيا بمشاريع مهمة في قطاعات متعددة، منها على سبيل المثال البناء والصيدلة والزراعة والطاقة، مشيدا في هذا الصدد بالمشروع الضخم لبناء أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، الذي من شأنه أن يحل مشكلة الطاقة لبلدان غرب إفريقيا. وقال إن انضمام المغرب « لا يمكن إلا أن يكون قرارا إيجابيا ومفيدا »، وسيعزز من الحضور الاستراتيجي للمملكة بالقارة ومساهمتها في الاندماج الإقليمي، وتقديم تجربتها وخبرتها في المكافحة الشاملة للإرهاب. وذكر ندياي من جهة أخرى بالعودة المظفرة للمملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي والتي جاءت كتتويج للعلاقات الثنائية المتميزة للمغرب مع عدد كبير من البلدان الإفريقية، في سياق سعي المغرب إلى تعميق التعاون جنوب – جنوب ودعم الاندماج الإقليمي والقاري. من جانبه، أبرز السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد متقال أهمية الروابط الروحية والإنسانية والتجارية والإقتصادية التي تجمع المغرب ببلدان غرب إفريقيا ، مشيرا إلى أن 45 في المئة من الطلبة الأفارقة بالمغرب ينحدرون من هذا الجزء من القارة. وذكر بأن المغرب نهج خلال ال 15 سنة الأخيرة سياسة الانفتاح، وهو ما مكنه من أن يصبح أحد المحاور التجارية والاقتصادية والمعرفية بإفريقيا، معربا عن يقينه بأن المملكة ستتقاسم تجربتها مع بلدان سيدياو . وبخصوص عودة المغرب إلى أسرته المؤسساتية الإفريقية، لاحظ متقال أن المغرب يتوفر اليوم على « عرض شامل »، يتميز بأبعاد أمنية وتلك المتعلقة بالرأسمال البشري والإستثمار ، وهو عرض ستستفيد منه بلدان القارة، بفضل التجربة الكبيرة التي راكمتها المملكة في عدد من القطاعات، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشار عدد من المتدخلين إلى أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ستصبح بانضمام المغرب سادس اقتصاد عالمي، كما ستستفيد بلدان المنطقة من اتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمتها المملكة مع عدد من القوى الاقتصادية الكبرى، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة. وتابعوا أن هذا الانضمام سيساهم في الرفع من حجم المبادلات التجارية الثنائية، مبرزين أن المجموعة مطالبة يإيجاد حلول لعدد من القضايا المطروحة من قبيل حرية تنقل الأفراد بين أعضاء المجموعة، وتوحيد الرسوم الجمركية. ويسلط منتدى ميدايز، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس تحت شعار « من انعدام الثقة إلى التحديات .. عصر الاضطرابات الكبرى »، الضوء على التنمية بإفريقيا، سواء على المستويات الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو البيئية، وجهود الاندماج القاري وبروز أقطاب اقتصادية إقليمية، بمشاركة أزيد من 150 متدخلا رفيع المستوى وحوالي 3 آلاف مشارك