وجه المرأة كفرجها! كشفت عن نفسيتك يا شيخ حجازى، سامحك الله يا من تُكنى نفسك بأبى إسحاق الحوينى، ترتفع بنفسك إلى عنان السماء، وتنخفض بغيرك دائماً، وتعادى بنفسية غريبة كل النساء، كنيت نفسك بأبى إسحاق تشبهاً بكنية سيدنا سعد بن أبى وقاص خال الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأظنك كنت تتمنى ساعتها أن تكون قرشياً لتكون «أبوإسحاق القرشى» ولكن قرية حوين التى شهدت مسقط رأسك كفتك، فكنت الحوينى، أما عن قولك بأن وجه المرأة كفرجها فإننى لن أرد عليه بمنطقى أو منطق العلم الصحيح، ولكننى سأرد عليه بمنطقك أنت وبما تزعم أنه علم، فأنت يا رجل سبق أن قلت فى جلساتك التى تطلق عليها «دروساً»: إنه يجوز للخاطب أن ينظر إلى وجه المرأة الغريبة عنه إذا كان يريد خطبتها مصداقاً للحديث الشريف «انظر إليها...» يا هلا يا هلا، فإذا كان وجه المرأة كفرجها فى علمك وأراد أحد الفقهاء أن يُعمل القياس فيما قلت، فهل معنى هذا أن ينظر إلى فرجها أيضاً! فأنت ساويت بينهما، ألم تشعر يا رجل أنك آذيت أمك- رحمها الله- وآذيت كل امرأة على وجه الأرض، ألا تدرى أنك ستحاسب أمام الله- سبحانه- عن قولك البشع هذا، أعرف أن هذا القول الذى قلته لا قيمة له، ولكن هناك من افتتن بك بسبب دعايات أتباعك فأصبح لك مريدين يتبعونك، أفلا تشعر أنك تُضل قوماً كثيرين بترهاتك هذه؟! يَصنعك الأتباع يا حجازى، ويقيمون صنمك فى قلوبهم، فأصبحت بينهم إلهاً، إى وربى إله! صنعت وصحبك فى الإسلام طبقة رهبان وأحبار يُحِلون ويُحِرمون، وهم وحدهم حراس العقيدة والأمناء على رحمة الله، واستخرجتم من كتب التاريخ قول الحافظ أبى القاسم بن عساكر: «لحوم العلماء مسمومة» وأصبحت هذه العبارة مضغة فى أفواهكم وأفواه أتباعكم حتى ظن البعض أنها من الأحاديث الشريفة! مع أن ابن عساكر كان يتحدث عن العلماء أولا، ثم يتحدث عن الخوض فى أعراضهم وليس علمهم، ولكنكم ظننتم أنكم علماء وزكيتم أنفسكم وزكاكم الغافلون فلقيتم فى هذه العبارة الدرع الذى تحتمون به من أى ناقد ينتقد ما تقولون! ونسيت يا عم حجازى يا عالم الحديث قول الرسول- صلى الله عليه وسلم- الذى قاله لعدى بن حاتم الطائى عن الأحبار: «أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه»؟ قال: بلى، قال:« فتلك عبادتهم» ألا تدرى أنك وأصحابك تفعلون ذلك يا مولاهم؟!
دعنا من قصة هدى شعراوى التى اختلقت عنها الأخبار الزائفة، ودعك من أتباعك الذين زينوا لك الباطل وتهجموا على امرأة ماتت وأفضت إلى ما قدمت، واتهموها بأنها أول مصرية ترتدى «الشورت القصير» مع أنها خلعت غطاء الوجه أى النقاب، ولم تخلع حجابها أبداً، بل إنها عندما خلعت غطاء الوجه كانت قد تجاوزت الأربعين من عمرها، ولكن لندخل على قصة عدائك مع المرأة، ففى أحد دروسك قلت: «إن العلم هو كل ما يتعلق بالعلوم الشرعية، هذا هو العلم المعتبر، وهذا العلم ليس للمرأة، فلا توجد امرأة عالمة، وليس هذا تحقيراً للمرأة ولكنها الحقيقة» أما هذه الحقيقة، فهى من أوهامك يا شيخ، فلعلك مثلا لم تسمع من قبل عن الصحابية «أم عطية الأنصارية» التى كانت من فقهاء الصحابة ولها العديد من المرويات التى روتها عن النبى- صلى الله عليه وسلم- يا عالم الحديث! فضلا عن السيدة أسماء بنت يزيد وهى من رواة الأحاديث بل هى ثالث راوية للحديث بعد أمنا عائشة وأمنا أم سلمة- رضى الله عنهما- ولن أذكر الفقيهات، إذ قد لا تكون لك دراية بهذا العلم ولكننى سأذكر لك بعض عالمات الحديث مثل السيدات: الصماء بنت بسر، أم الدرداء الكبرى، وأم أيمن، وإن أردتَ أحصيتُ لك أكثر من مائة امرأة أنت وأصحابك عيالٌ على علمهم وفقههم، أما الغريب فهو لأنك لا تمتلك عقلية علمية صحيحة فقد وقعت فى الفخ يا أخ وقلت فى درس آخر إن السيدة عائشة- رضى الله عنها- كانت أفقه الصحابة وإن كبار الصحابة أخذوا عنها! ألا تستقر على قولٍ يا رجل!؟
درس آخر قلت فيه إن امرأة أرسلت لك شاكية أن ابنتها انصرفت عن دراسة الصيدلة فى الجامعة، استناداً لرأى لك، فقلتَ لها: «وأنا أعمل إيه يعنى، ده كلام ربنا، هو أنا هاجيب كلام من عندى، والله لو بنتك تذهب لجامعة لا رجال فيها أبداً، وكل هيئة التدريس والعاملين من النساء، على أن تقوم الجامعة بتوفير أوتوبيسات لنقل البنات للجامعة، ساعتها هاقولك حلال» الله عليك يا رجل، مرحى مرحى، إذن هل من الممكن أن أسألك سؤالاً ساذجاً: لماذا تجيز للنساء الذهاب إلى دروسك فى المساجد التى تتنقل فيها، مع أن العاملين فى هذه المساجد من الرجال، والأوتوبيسات التى تحملهن إليك هى أوتوبيسات هيئة النقل العام وهى مختلطة، وتختلط المرأة فى مسجدك بالرجال وهى داخلة أو خارجة، الله عليك يا حجازى.
ولك عودة يا حوينى، حيث سأروى خزعبيلاتك وسخاماتك مع مواطينينا الأقباط.