أكد لحسن حداد، وزير السياحة المغرب، أن الجدال القائم حول اللغة العربية والدارجة المغربية، هو جدال عقيم، وذي حمولية اديولوجية من شأنها تعتيم الرؤيا بشأن واحدة من أكثر القضايا تعقيدا المطروحة على المستوى المجتمعي، ألا وهي اللغة العربية". وأشار حداد، في بيان توصل "فبراير.كوم" بنسخة منه، "أن اللغة العربية، لغة القرآن والدين هي تراث مشترك ووسيلتنا للتواصل مع التاريخ والذاكرة المكتوبة والثقافة العالمة في الماضي والحاضر والمستقبل ومع أشقائنا العرب، وهي كذلك جزء من هويتنا المركبة ورافد أساسي من روافد تعددنا الثقافي مثلها في هذا مثل الأمازيغية". مضيفا أن "هذا الوضع كرسه دستور 2011 بتنصيصه على ضرورة العناية بهما كلغتين رسميتين للبلاد، ولكن هذه العناية لا تعني تهميش وسائل تعبيرية أخرى متجدرة في الوجدان الشعبي المغربي كاللهجات الريفية والأمازيغية والسوسية أو العربية الدارجة أو الحسانية...، يجب اعتبار هذه اللهجات ثروة وتراث يجب العناية بها وتطويرها والافتخار بها كأدوات للتعبير الحياتي اليومي والفني والشعبي تم صقلها عبر قرون من التلاقح اللسني والتواصل ما بين الروافد اللغوية للهوية المغربية". وأكد وزير السياحة حداد على إمكانية إستعمال هذه اللهجات بطرق ذكية في التوعية أو محو الأمية باستعمال الحرف العربي والتعبيرات الدارجة، أو تدريس بعض المواد العلمية المستعصية و"هو شيء يقوم به الأساتذة على كل حال في تدريس الرياضيات والفيزياء وغير هان" حسب تعبيره. وأوضح أنه "لا يمكن للدارجة أن تأخذ مكانة العربية الرمزية والتراثية والثقافية العالمة والعلمية، ولكن الدارجة مثلها مثل اللهجات الأمازيغية هي مكون ورافد للهوية المغربية المركبة ويجب "استغلاله استغلالا" ذكيا وبرجماتيا في قضايا بيداغوجية معينة دون المساس بمكانة اللغة العربية الفصحى المتداولة". في الأخير أكد حداد على ضرورة "أن نبعد الإيديولوجية و"البولميك" عن قضية اللغات لنتمكن من وضع تصور لغوي يحفظ هويتنا في كل أبعادها ويضمن كذلك إمكانية وضع سياسة لغوية مرنة وكفيلة بالمساهمة في حل إشكاليات التربية والتواصل والتثقيف والوصول إلى مجتمع العلم والمعرفة المنشود". تصريح حداد هذا، يأتي بعيد تعيين نور الدين عيوش في المجلس الأعلى للتعليم، وعودة النقاش من جديد حول التدريس بالدارجة في المدارس المغربية.