ليست كل غضبات الحسن الثاني قاسية، بل فيها ما هو طريف غاية في الغرابة. من بين تلك الغضبات الطريفة ما حدث لعبد الهادي بوطالب اقترح خلال مجلس وزاري سنة 1987 أن ينوب الملك عن شعبه ، إذ طالب بوطالب الملك بأن ينوب هو عن الأمة بذبح كبشين في أداء سنة ذبح أضحية العيد ما دام أن استيراد الأغنام سيلحق ضررا بخزينة المغرب من العملة الصعبة وتمت مناقشة الامر في مجلس حكومي. وبعد انتهاء أشغال المجلس الحكومي توجه وزير الإعلام بوطالب رفقة الوزير الأول أحمد عصمان إلى القصر ليخبر الملك بهذا الاقتراح، وكان الخبر قد وصل إلى علم الحسن الثاني، فتوجه إلي بوطالب متشنجا وقال" أنا بصفتي أمير المؤمنين أحافظ على إقامة المغرب لجميع السنن والواجبات التي يفرضها الله على المسلمين، وأنا لا أقبل ما اقترحته وأفتيت به في المجلس الحكومي". أهمل الحسن الثاني « نصيحة » أستاذه بوطالب وسمح للمغاربة بذبح الأكباش وتزجية تقاليد العيد وفق ما هو متداول في الأعراف الشعبية. ومباشرة بعدما رفض الحسن الثاني فكرة بوطالب التي تدعو أن ينوب الملك عن الشعب في ذبح الأضحية ، فتح الملك الراحل التلفزيون على مشهد حمادي عمور يمثل دور رجل متزوج من أربعة نساء، كل واحدة منهن تريد كبشا خاصا بها، فيما حمادي عمور يحاول تقسيم الخروف بينهن. ثارت ثائرة الحسن الثان الثاني واتصل بعبد الهادي بوطالب هاتفيا وقال له"مع أنني قلت لك أنني لا أتفق معك بشأن فتواك عن الأضحية، ها أنت تعرض هذه التمثيلية في التلفزيون » واعتبر الملك الراحل أن الثمتيلية موجهة ضده، فرد بوطالب أن لا علم له بما يبثه التلفزيون ، فقال له بوطالب: "حاشى لله يا جلالة الملك أن تكون موجهة إليكم، وصدقوني أنني لم أطلع على المسرحية ». فغضب الحسن الثاني وأمر بمعاقبة الممثل حمادي عمور، وكتب بوطالب عن الحادث في مذكراته: »في ثالث أيام عيد الأضحى، رافقت الملك الحسن الثاني في زيارته الرسمية لأمريكا ، وأثناء وجودنا بواشنطن، بلغ إلى علم وزارة الدولة في الإعلام أن حمادي عمور قد اعتقل واقتادته الشرطة من منزله بعدما عصبت عينيه، وأنه لم يبلغها خبره منذ ذلك الحين ». وأضاف مستشار الحسن الثاني قائلا « مباشرة بعد سماعي الخبر ، أبلغت جلالة الملك بما حصل مستنكرا متأثرا، فبادر جلالته إلى إعطاء أمره بإطلاق سراحه واستقبله بالقصر الملكي ».