في الآونة الأخيرة، أصبح محمد يتيم عُضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ووزير الشغل والإدماج المهني، في حكُومة سعد الدين العثماني، في الواجهة سواء داخل حزب « المصباح » أو خارجه، إما بسبب تصريحاته الإعلامية أو مقالته، أو تدويناته على صفحته في الفايس بوك. « فبراير » قرر محاورة القيادي في حزب العدالة والتنمية، للرد على مجموعة من الأسئلة. سؤل هذا المقال عن رأيه في حكومة سعد الدين العثماني والفرق بينها وبين حكومة بنكيران. إعتبر القيادي في حزب العدالة والتنمية، محمد يتيم، أن « حُكومة العثماني في نظري مثلها مثل حكومة بن كيران وخاصة في صيغتها الثانية، الحكومتان تشكلتا في سياق دولي وعربي موسوم بالاضطراب، وكما تعامل الحزب مع معطيات المرحلة انداك – حين انسحب حزب الاستقلال – في سياق اختلفت معطياته عن معطيات مرحلة الحراك العربي والحراك الشبابي في المغرب، وتم تشكيل حكومة جديدة تعامل الحزب بمرونة مع عدد من معطياتها، مما مكن من تجاوز البلوكاج الأول الذي وقع من داخل الأغلبية الحكومية الاولى، فتمكنت الحكومة من تحقيق عدد من الإنجازات، تعامل الحزب أيضا بنفس المنهجية مع البلوكاج الثاني وما أسفر عنه بغض النظر عن الجزئيات والتفاصيل والخصوصيات ». وإستمر قيادي العدالة والتنمية في مقارنته بين الحكومتين، قائلا « إن حكومة العثماني تشكلت بعد أزمة سياسية دامت ستة أشهر كما أن حكومة بن كيران الثانية تشكلت بعد بلوكاج ناتج عن أزمة داخل الأغلبية السابقة، وكما أن الحزب تعامل مع المعطى الجديد، وقبل بدخول » التجمع الوطني للأحرار » الذي كان قد إختار المعارضة بعد انتخابات 2011 كذلك إختار الحزب مواصلة التجربة الحكومية بعد إعفاء الأخ الأمين العام وتكليف العثماني ». وعن العثماني قال، « وهذا الأخير بعد التكليف كان بين خياريين : إما أن يُشكل الحكومة تماشيا مع التوجه العام الذي عبر عنه المجلس الوطني، أو أن يدخل بالبلاد في أزمة جديدة أو أمام إختيارات اخرى، خاصة وان جلالة الملك حين ذهب – من بين خيارات أخرى ممكنة كما ورد في بلاغ الديوان الملكي – إلى إختيار شخصية اخرى من الحزب الذي تصدر الانتخابات قدم اشارة واضحة الى انه إنتصر للمنطق الديمقراطي كما تضمنه الفصل 42 ». وأضاف يتيم في حواره: « الحزب قرر حينها التعاطي ايجابا بغض النظر عن الجزئيات الاخرى التي هي موضع نقاش واختلاف، والدخول فيها غير مجد في هذه اللحظة، ومن اللازم القيام بقراءة جماعية، والأهم اليوم هو دعم الحكومة كي تنجح وتواصل الاصلاح، والأهم هو النظر للمستقبل وأن تكون محطة المُوتمر الوطني القادم محطة للمستقبل !! ». وأرجع يتيم الإنتقادات الموجهة للحكومة الحالية، بسبب أن « حكومة العثماني جاءت بعد ستة أشهر من البلوكاج الذي كان له تاثير على المزاج العام وعلى المناخ السياسي، وبعد إعفاء بن كيران الذي كان له وقع داخلي على أعضاء الحزب وفِي الرأي العام، علما أن حراك الحسيمة وبعض الأقاليم المجاورة خطف الاضواء وشغل الرأي العام عن الحكومة ». وعن العمل الحكومي والحكومة، قال أنه « يتميز بالجدية والمسؤولية والانسجام ، والانسجام لا يعني التماهي – والرغبة الجامحة في الإنجاز » وشدد، أن « حُكومة العثماني عازمة على مُواصلة ورش الاصلاحات التي ابتدأت في الحكومة السابقة وتثمينها، والحزب ينبغي أن يظل سندا لها وأن يواصل النضال من أجل البناء الديمقراطي والتصدي لأي نكوص عن المكتسبات في مجال البناء الديمقراطي ودولة الحق والقانون، بطبيعة الحال العثماني ليس هو بن كيران والعكس صحيح، ومن كان ينتظر منه ذلك فهو مخطيء لأن لكل رجل شخصيته وأسلوبه وبن كيران لا يوجد منه اثنان والعثماني ايضا ».