في قرار يكشف حجم التخبط والتطاحنات السياسية التي غرق فيها، مجلس مدينة الرباط، عمد العمدة الاتحاي فتح الله ولعلو بشكل مفاجئ، إلى سحب نقطة كان قد وضعها في وقت سابق ضمن جدول الأعمال بشكل رسمي، وتعلق بإقالة نائبه التاسع، القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد السلام بلاجي. وتشير يومية "المساء" في عددها ليوم غد الإثنين 30 يونيو، أنه رغم أن المجلس اتفق ظل الصراع الذي أعقب مناقشة الإقالة، على تشكيل لجنة سياسية للبت في هذه النقطة التي أثارت جدلا كبيرا تطور إلى تبادل الاتهامات بين مستشارين محسوبين على حزب العدالة والتنمية، ومستشارين من الأصالة والمعاصرة الذي تبنى طلب الإقالة، إلا أن ولعلو عمد إلى حذف هذه النقطة، وهو ما جعل عددا من المستشارين ينتفضون في وجهه متهمين إياه بالخضوع لضغوط مارسها مستشارو حزب البيجيدي.
وكانت التهمة نفسها قد وجهت سابقا للعمدة من طرف مستشاري حزب المصباح الذين لجؤوا إلى مقاضاته أمام المحكمة الإدارية، واتهموه بالخضوع لضغوط مورست عليه لخرق القانون، بعد أن وجدت نقطة الإقالة طريقها لجدول الأعمال، علما أن حزب العدالة والتنمية لم يتردد في تقريع العمدة فتح الله ولعلو بشكل علني، بعد أن حمله المسؤولية الكاملة في ما وصفه ب"الخطأ الكبير".
وبدا لافتا أن القيادي فيحزب العدالة والتنمية رضا بنخلدون لم يكشف إلى الآن عن ملفات الفساد التي هددها بفتحها قبل شهرين، بعد تفجر الجدل حول قرار إقالة عبد السلام بلاجي، حيث توعد بنخلدون خلال ندوة صحافية بمقر الحزب بفضح عدد من الملفات التي لم يظهر منها شيء إلى الآن.