إنه عين الملك في الصحراء، كما الجبنرال الذي خلفه، عبد العزيز بناني، وكلاهما بلغا في القوات المسلحة الملكية أكبر الدرجات. برتبة جنرال دوكور دارمي، دخل اليوم بوشعيب عروب القصر ليخرج منه بدرجات أكبر ليست إلا المفتش العام للقوات المسلحة وقائد المنطقة الجنوبية، المنصبين الرفيعين الذين جلس على كرسيهما عبد العزيز بناني من عقود.
منذ أن عين الجنرال عبد العزيز بناني قائدا للقوات بالمنطقة الجنوبية خلفا للجنرال الدليمي الذي توفي في حادثة سير مريبة، وابن مدينة تازة الذي رأى النور بها سنة 1939 وهو جالس على هذا المقعد الذهبي الذي جعله عين الملك على ما يحدث في الصحراء.
ومنذ ذلك الوقت تدرج عبد العزيز بناني في سلم الجيش وكسب تجارب ومهارات حتى أصبح المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قبل أن يخلفه اليوم وبعد أزيد من أربعين سنة الجنرال دوكور دارمي بوشعيب عروب، والذي لا يقل خبرة وتجربة عن عبد العزيز بناني، وهو الذي اشتغل في التوثيق والبحث العسكري، واحتل مكانة مهمة في لجنة التاريخ العسكري في حوض البحر الأبيض المتوسط، قبل أن يعين رئيسا للمكتب الثالث في القيادة العامة للجيش، وبعدها تكلف بدراسة مشاريع الصفقات العسكرية ، بالإضافة إلى التنسيق مع المكتب الخامس في ما يتعلق بعمليات الاستخبارات العسكرية في الصحراء.
وتقول الرواية المتواترة أن الجنرال عروب كان من أعمدة دائرة ضيقة تهتم بتلقي التقارير العسكرية من المنطقة الجنوبية، وتحليل المعلومات العسكرية بها من طرف ضباط المكتب الثالث، قبل إعادة تحليلها من خلال التنسيق مع المكتب الخامس ومديرية المستندات الشهيرة ب"لادجيد"، قبل رفعها إلى لملك.