كل خطوات التقارب النيجيري المغربي يزعج الجزائر، خاصة وقد قامت الجارة الشرقية المشاكسة بالعديد من المحاولات لوقف هذا التقارب، وكانت البداية بمحاولة وقف الدعم الديبلوماسي والسياسي النيجري للمغرب، أولا من أجل عدم انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي، وثانيا من أجل عدم انضمام المغرل للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي يشار إليها اختصارا بسيداو. فقد كان ينتظر أن يحضر الملك لقمة المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا في آخر دورة لها في العاصمة منروفيا في بداية الشهر الجاري، وقد تأجل الحضور ومن ثمة إعلان الانضمام الرسمي بسبب حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي «نتنياهو». ومباشرة بعد انتهاء القمة، توالت التصريحات الرسمية لعدد من الدول الأعضاء بالمجموعة، والتي أكدت أن الالتحاق الرسمي للمغرب بالتكتل الاقتصادي مسألة وقت ليس إلا، واعبتر تصريحات منسوبة لوزراء خارجية الدول الأعضاء أن انضمام المغرب إلى المجوعة سيشكل إضافة نوعية، وهو ما أكده مؤخرا وزير خارجية نيجريا، يعقوبيا، والذي قال هذا الأسبوع في تصريح أمام عدد من المنابر الصحافية أن انضمام المغرب ل«سيدياو» سيخلق قيمة مضافة للنمو الاقتصادي بالمجموعة:« لأن المملكة قوة اقتصادية كبرى بالمنطقة تتمتع بإنتاج مهم للثروة». وقد وجهت الجزائر سهامها نحو المملكة منذ أن أعلن المغرب رغبته في الانضمام إلى المجموعة، واستعملت بعض وسائل الإعلام النيجيرية، منها التي اعتبرت انضمام المغرب لسيداو من شأنه أن يحدث انقسامات في صفوف الدول الأعضاء، وهو التخوف المخدوم الذي ردت عليه نيجريا بموافقتها على إبرام أكبر صفقة نقل غاز في القارة الإفريقية. في نارس الماضي، كتبت«ليدرشيب» وهي إحدى الصحف النيجيرية المعارضة، أن انضمام المغرب لمجموعة دول غرب إفريقيا من شأنه أن يؤثر على استقرار المنظمة ويعرقل المشاريع الكبرى للمجموعة، وزادت أن المغرب لا ينتيمي جغرافيا إلى دول غرب إفريفيا، وأنه لهذا السبب وأسباب أخرى، يشكل انضام المغرب للمجموعة خطر على استمرارها… كل هذه التحذيرات الموجهة ردت عليها الدول الأعضاء ورحبت بانضمام المغرب، وزاد الترحيب الأخير لنيجيريا على لسان وزير خارجيتها. تجدر الإشارة إلى أن إبراهيم يعقوبيا أبرز خلال زيارته للمغرب هذا الأسبوع، رغبة بلاده الاستفادة من الخبرة المغربية في مؤشرات التنمية والسياحة والتكوين المهني وتكوين الأئمة وتأطير الشأن الديني…