أكد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة المغربية، أن بلاده أرست علاقات إستراتيجية مع دولة قطر وذلك في إطار الشراكة المتقدمة والمتجددة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، منوها بنتائج زيارة عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية إلى المغرب في مارس الماضي واجتماعه مع نظيره المغربي عبد الإله بن كيران في إطار أعمال اللجنة العليا المشتركة. وشدد وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة المغربية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، على أن العلاقة الإستراتيجية التي تربط المغرب حاليا بدولة قطر أثمرت عن الاتفاق على برامج تعاون فعلية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي "حيث لم نعد فقط نعمل على مستوى علاقات سياسية محكومة برصيد تاريخي معتبر، بل نحن نعمل في إطار برامج تعاون". ولفت إلى الاجتماعات التي عقدتها اللجنة القطرية المغربية المشتركة في الرباط برئاسة رئيسي الوزراء في البلدين، وقال إنها "أثمرت بالاتفاق على عدد من المشاريع، سواء في مجال البنية التحتية على المستويين الاجتماعي أو التنموي، أو على المستوى المالي، ونحن نعتقد بأن التقدم الذي يتحقق على المستوى الاقتصادي والاجتماعي يعزز ما هو سياسي ، والعكس أيضا صحيح، إذ أن التقدم على مستوى العلاقات السياسية يعزز ما يتم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي". يشار إلى أن دولة قطر والمملكة المغربية وقعتا، في إطار اجتماعات اللجنة المشتركة في دورتها الخامسة، عددا من الاتفاقيات وبرامج ومذكرات التفاهم بين البلدين، من بينها اتفاق تعاون وتبادل إخباري مشترك بين وكالة الأنباء القطرية ووكالة المغرب العربي للأنباء، والبرنامج التنفيذي لاتفاق التعاون في مجال الشباب للسنوات من 2014 إلى 2016، واتفاقية النقل الجوي، ومذكرة تفاهم بشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات وفقا للاتفاقية الدولية لمستويات التدريب والتأهيل والنوبات للعاملين بالبحر، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال التنمية الاجتماعية، واتفاقية التعاون في المجال الأمني. ورأى مصطفى الخلفي أن "طبيعة العلاقات القطرية المغربية محتاجة إلى أن تواكب بدعم على المستوى الإعلامي والثقافي، هي ليست فقط علاقة بين مؤسسات، بل هي أيضا علاقات شعوب ومحكومة بالعلاقات بين الشعبين، ولذلك هي علاقة نموذجية مبنية على مبادئ الشراكة المتقدمة والمتجددة". وحول إشارته إلى حرص المغرب على تعزيز علاقاته مع دولة قطر في مجال الإعلام، قال: "الآن هناك خطة عمل مشتركة تجمع المغرب بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كافة، وقبل أسبوعين عقد في الرباط اجتماع خبراء من أجل اعتماد هذه الخطة، وكان برئاسة المغرب والكويت، وتمثل هذه الخطة الاتفاق على أربعة محاور، أولا محور التكوين والتدريب وهو محور تعاون مشترك في مجال التدريب، ثانيا هناك محور يتعلق بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني وخاصة على المستوى السينمائي المشترك، وثالثا التعاون على مستوى وكالات الأنباء، ثم المحور الرابع وهو يتعلق بالتواصل والمبادرات المشتركة كإقامة منتدى إعلامي خليجي مغربي وغيره من اللقاءات، والأمر نفسه فيما يتعلق بالعلاقة المرتبطة بهذا التوجه، أي إرساء برامج تعاون مشتركة تمكن من جعل الإعلام عنصرا مواكبا ومتفاعلا مع التطور الحاصل في علاقات التعاون على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي". وعن الرسالة التي يوجهها المغرب إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في شأن تعزيز العلاقات في الفترة المقبلة، أوضح: "أولا هناك رصيد معتبر من التعاون، تبلور وتراكم طيلة عقود، ويجعل من هذه العلاقات علاقات نموذجية، ونحتاج الآن بفعل الثورة التكنولوجية التي تتيح إمكانات التواصل السريع والحي والمتفاعل إلى إطلاق ثورة ثانية من التعاون، مبنية على لقاءات مكثفة ومشتركة تجعل من العمل الإعلامي مواكبا للتطور الحاصل في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".