وجه الشيخ المغربي، عمر القزابري، مساء أمس الأربعاء، رسالة مشفرة إلى قائد حراك الريف، ناصر الزفزافي، يحذره عبرها من خطورة ما يقوم به الريفيون من احتجاجات وما قد يتوخى عنها من فتن، مستعينا بالدليل الشرعي « الفتنة أشد من القتل »، وذلك تزامنا مع أيام يطالب فيها ساكنة الحسيمة والريف عامة بمجموعة من المطالب الاجتماعية والإصلاحات الاقتصادية. وأرسل القزابري رسالته المشفرة عن طريق تدوينة نشرها على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، قال فيها: « لا يخفى على كل راشدٍ مُستبصر، أنَّ الشر كله في الفتنة، وأن الفتنة مركبُ كلِّ وَبال، والتاريخ يؤكد هذا، وعِبَرُه النَّاطقة مِن خلف حواجز الأزمان تُجلِّي هذا بأوضح بيان. والواقع الذي نعيشه في دنيانا اليوم يؤكد هذا، وهو قائمٌ مَاثِل، نرى ظُلمتَه، ونسمع صرخته، ونُشاهد بأمِّ العين ريحه العقيم، التي ماتذر من شيء أتَتْ عليه إلا جعلته كالرميم، والمؤمنُ مطالبٌ بِحُكْم انتسابه إلى دين الحِكمة التي هي بوابة التزكية، أن يكونَ واعيا مستبصرا راشدا، وكتاب الاستبصار. كتاب الله الذي هو جنَّة الأبرار. ». وأضاف: « كتاب الاستبصار يُحارب الفتن ويُطارد أهلها، ولا يحتفظ بأدنى وُّدٍّ لهم. باعتبار الفتنة أشد وأكبر من القتل، وباعتبار الفتانين مُفسدين في الأرض، والفتانون هنا كل من خالف شرع الله واتبع هواه، وأسلم شيطانَ وهمه زِمام نفسه، فالسارق فتَّان، والخائن لأمانته فتّان، وآكل أموال الناس بالباطل فتّان، والمعاندُ لشرع الله فتّان، وناشر الرعب فتان، وشاقُّ عصا الطاعة فتّان، والخارج على جماعة المسلمين وإمامِهم فتّان، والواصف القرءانَ بالرِّجعية فتّان، والارهابي المستبيحُ لدماء الناس على اختلاف مِللهم ونِحلِهم فتّان، والساعي لزعزعة الاستقرار فتّان، وغيرُ ذلك كثير، والخيرُ كله في الصّلاح والإصلاح، ولا إصلاح بدون عدل ». وأكمل القزابري: « أما الذي يبغي عن السلام حِوَلا، ويرضى بالعنف بدلا، فهذا مُشعِلُ فتنة عمياء قد تحرقه أولا، والحياة بمعنى الحياة هي في الأمن، في السّلم وفي السلام والوئام، في إعطاء كل ذي حق حقه، بغاية الطواعية، وبتمام التفاهم، دون صراع، ودون خداع، أمّا ركوبُ مركب الوهم فإنه مُوصلٌ إلى قعر بحرٍ لُجِّيٍّ يغشاه مَوْجٌ من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض، فغَدُ السِّلم والتفاهم أمنٌ وسلام، وغَدُ الفتنة مُظلمٌ مُعتمٌ مجهول العواقب، والسعيد من وُعِظ بغيره..وهذا منهج قرءاني. » وختم الشيخ عمر القزابري رسالته قائلا: « لقد وقع الإسلام بين إجرام بعض أبنائه وطغيان وافتراء أعدائه، فكان حريا بالمسلم أن يكون عنوانا على دينه الحق في غير تميع ولا تطرف، وأن لا يقع في الظلم، ولا يرضى بالإجرام، وأن يكون نائيًا عن سبل الضلال والمجرمين ».