اعتبر نور الدين مضيان رئيس الفريق الإستقلالي بمجلس النواب، نفسه شاهدا على حراك الريف عن قرب، بصفته ممثلا عن دائرة الحسيمة، والقريب إلى رصد أسباب الحراك الذي وصفه بالاجتماعي المحض. وقال مضيان في تصريخ لفبراير.كوم، إن سكان الحسيمة منخرطون في المطالب الإجتماعية فقط، وهم كسائر المغاربة، وحدويون يؤمنون بالثوابت والمقدسات. وأضاف المتحدث، لقد تم استقطابهم لحراك بعد أن رفعت شعارات التنمية، موضحا أن الحسيمةالمدينة التي كان بها أزيد من 50 معملا لتصبير السمك في بداية الإستقلال أصبحت الآن لا تتوفر على أي معمل واحد، الحسيمة التي كانت تعيش على الصيد البحري، هذا الأخير يعاني من ركود بسبب مسائل طبيعية وغير طبيعية، والحسيمة التي كانت تعيش بالسياحة فالأخيرة تظل موسمية ومقتصرة على العطلة الصيفية. وأكد مضيان أن المدينة محتاجة لاستثمارات منتجة لتشغيل الشباب، مبرزا أن الخواص غالبا ما يلجؤون لمناطق بها تسهيلات ووسائل الاتصال والتواصل، والحسيمة الآن تفتقد إلى التجهيزات، ومسالكها الطرقية وعرة، ومعظم الشباب يلجؤون إلى الهجرة نحو المدن الساحلية المجاورة كالناظور وطنجة وتطوان للعمل. وتابع، إن الوضع الصحي بالحسيمة مقلق جدا الشيء الذي يضطر معه المرضى إلى مغادرة المدينة للاستشفاء بمناطق أخرى كفاس وجدة والرباط، وما يكلفه ذلك من متاعب ومن مصاريف، وحتى مركز السرطان الذي تم إنشاؤه بالمدينة يفتقد إلى الوسائل والموارد البشرية، وهو مركز شبه معطل، « الحسيمة تعاني من مرض السرطان لأسباب تاريخية، تعود للاستعمار الإسباني، الغازات السامة وغير ذلك في بداية العشرينات، فالمواطنون يضطرون إما للموت إما السفر لمناطق أخرى ». وكذلك، يقول البرلماني، وضع التعليم مقلق خاصة التعليم العالي، حيث يضطر الناس للمغادرة نحو المدن المجاورة، لذلك على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها في هذا الصدد من أجل تشجيع التمدرس وخاصة بالنسبة للعنصر النسوي الذي يصعب عليه الانتقال للمناطق المجاورة. وأوضح مضيان أن للدولة من الوسائل ما يكفي لرصد أي خروج عن هذه المطالب وإحالة المتورطين على القضاء، وإذا كان هناك خائن فساكنة الريف أول من سيتصدى لذلك لأنهم مغاربة وحدويون، على حد تعبيره. وقد بادر الفريق الاستقلالي إلى تقديم طلب لتكوين لجنة مؤقتة لتقصي لحقائق وإشراك جميع الفعاليات السياسية كما يسمح بذلك الفصل 67 من الدستور « ونأمل أن تتفاعل الفرق النيابية مع مطلبنا، للانتقال إلى الحسيمة والوقوف عن قرب من مجريات الأمور، مع تسجيلنا السعي الحثيث للتصدي لكل من يريد الاتجار بالحراك ».