انتهت فصول المحاكمة الدرامية لثلاث يوميات مغربية بتبرئتها من تهمة المس بسمعة ملك ملوك افريقيا معمر القذافي، بعد أن كانت قد أدينت بأداء غرامات ثقيلة حين كان على قيد الحياة، لكن مصرعه على يد الثوار عجل بانصاف الجرائد الوطنية من متابعة أثارت سخرية كل المهتمين بالقضاء والصحافة في بلادنا... قضت محكمة الإستئناف بالدار البيضاء مؤخرا بتبرئة كل من يومية الأحداث المغربية ويومية المساء والجريد الأخرى التي كان يديرها علي أنوزلا من تهمة المس بسمعة "ملك ملوك افريقيا"، وذلك بعد أن تأكد لها وفاة العقيد معمر القذافي ديكتاتور النظام الليبي المنهار. وعلمت "فبراير كوم" أن صفقة عقدت بين ممثلي دفاع الطرفين بعد أن تبين لهما أن لا جدوى من تمسك المحكمة بضرورة احضار ما يثبت وفاة العقيد التي سخرت منها كل الجرائد الوطنية مباشرة بعد انعقاد جلسة الثلاثاء 6 مارس المنصرم، وقررت حينها تأجيل الملف إلى الثامن من ماي المنصرم من أجل التأكد من وفاة الطرف المدني في القضية، معمر القذافي الذي قتل في 20 من أكتوبر المنصرم في مسقط رأسه في سرت الليبية على يد الثوار الليبيين. وأضاف المصدر ذاته أن الحكم لم يتم كتابته بعد على الحاسوب، مشيرا إى أن البراءة استندت إلى شكليات الدعوى وليس في موضوعها. ورغم علمها بمنطوق الحكم منذ أيام إلا أن أيا من الجرائد المذكورة فضلت التكتم على الأمر، بينما أثارت ضجة فور علمها بمنطوق الحكم الإبتدائي وأيضا بعد تأجيل الملف لإحضار شهادة وفاة العقيد. وكانت هيئة المحكمة الزجرية بعين السبع بالدار البيضاء قد قضت بتغريم يوميات "المساء" و"الجريدة الأولى" و"الأحداث المغربية" ب 100 ألف درهم لكل منها، كما حكمت على مدير جريدة المساء والصحافي المتابع معه بأداء غرامة مليون درهم لجبر ضرر الطرف المدعي، وبنفس المبلغ على مدير "الأحداث المغربية" ورئيس التحرير بها المختار لغزيوي، فيما تم الحكم فقط على مدير نشر "الجريدة الأولى" بأداء المبلغ المحكوم به. وتوبعت الجرائد المذكورة بموجب الفصل 52 من قانون الصحافة الذي يعاقب على "المس بصفة علنية بشخص رؤساء الدول وكرامتهم ووزراء الشؤون الخارجية للدول الأجنبية". وتجدر الإشارة إلى أن السفارة الليبية بالرباط كانت قد رفعت هذه الدعوى بعد صدور مقالات بصحف "الجريدة الأولى" (عدد 156 بتاريخ 18 نونبر2008) و"الأحداث المغربية" ( عدد 3461 بتاريخ 30 يوليوز 2008 ) و"المساء" ( عدد 724 بتاريخ 19 يناير2009 ). .