آخر شيء كان يتوقعه الذين هزتهم فاجعة تعذيب الصحافي السحيمي حد الموت، أن يتبين أن المشتبه في قتله ليس الا صديقه الذي ينحدر من مدينة مكناس، حيث تؤكد التحريات الأولية، أنه قدم مرفوقا بصديقه، حيث تناولوا جميعا طعام العشاء، قبل أن ينشب بينهم خلاف، عمد خلاله الضيفان لتثبيت الضحية، وخنقه، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة. وقالت المصادر، أن صديق الضحية، وهو متزوج وأب، كان يعيش ضائقة مالية، وجاء بغرض البحث عن مخرج لها، لذلك أقدم على تصفية الصحفي، وعمد إلى سرقة مبالغ مالية وهواتف، بعد تنفيذ جريمته، التي استعان فيها بصديق له، حيث كان من نتائج محاصرة الضحية، إصابته بجروح في رأسه، جراء محاولاته الدفاع عن نفسه. وتمكنت الشرطة العلمية، من الوصول للمتهم بسرعة قياسية، اعتمادا على البصمات، حيث ينتظر أن يوجه للمتهمان، تهمة القتل العمد المقرون بجريمة السرقة، مع سبق الإصرار والترصد. وكانت مديرية الأمن قد أكدت أن فرقة الشرطة القضائية بمدينة تمارة، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت مساء يوم الخميس، من توقيف خمسة مشتبه فيهم، من بينهم شخصان يشتبه في تورطهما المباشر في ارتكاب جريمة القتل العمد المقرون بجناية السرقة الموصوفة، والتي كان ضحيتها الصحفي حسن السحيمي. وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه جرى توقيف المشتبه فيهما المتورطين بشكل مباشر في اقتراف هذه الجريمة بمدينتي مكناس وسيدي قاسم، بعدما تم تشخيص هويتهما انطلاقا من تحليل ومطابقة الآثار والأدلة البيولوجية والمادية المرفوعة من مسرح الجريمة، كما تم العثور بحوزتهما على منقولات شخصية تمت سرقتها من شقة الهالك. وذكر المصدر بأن مصالح الأمن بمدينة تمارة كانت قد عاينت مساءالأربعاء جثة الهالك داخل شقته وهي تحمل آثارا للعنف والخنق، كما تمت معاينة بعثرة كبيرة لجميع مشتملات المنزل، وذلك قبل أن تسفر الأبحاث الميدانية والخبرات التقنية عن توقيف المتورطين في هذه القضية، والكشف عن توافر عنصر العمد المسبق في اقترافها. وأضاف البلاغ أنه تم الاحتفاظ بالفاعلين الأصليين، وثلاثة مشتبه فيهم آخرين، تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد جميع دوافع وملابسات ارتكاب هذه الجريمة.