عالجت غرفة الجنايات الإبتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الإستئناف بملحقة سلا يوم الخميس 27 أبريل 2017، برئاسة الأستاذ عبد اللطيف العمراوي، ملفا توبع فيه سبعة أظناء، ضمن خلية إرهابية موالية ل «داعش» وتتلقى مساعدة انفصاليي جبهة البوليساريو المتخصصين في شبكات التهريب والجريمة المنظمة، والذين نسب إليهم تمهيديا التخطيط للحصول على أسلحة نارية لاستخدامها في مخططهم الإجرامي وتصفية عناصر أمنية ذبحا، وذلك سيرا على النهج الدموي لتنظيم «الدولة الإسلامية». وبعد مناقشة النازلة حكمت الهيئة القضائية بسبع سنوات سجنا نافذة في مواجهة المتهم الأول، المزداد عام 1990 ، متزوج وأب لابنين، ويعمل مسير محل للإنترنيت، بينما حكم خمس أظناء بخمس سنوات سجنا لكل واحد منهم، والذين هم من مواليد 1990 و1992، مستخدمون، واحد منهم أعزب، في حين متعت المحكمة المتابع الأخير بظروف التخفيف، وأنذرته من العودة للمثول أمامها في قضايا مكافحة الإرهاب، وحكمت عليه بسنتين حبسا، والذي بدا فرحا، وهو مزداد عام 1981، ويشتغل بقالا. وكانت مصالح الأمن المغربي قد أعلنت عن تفكيك هذه الخلية، التي ينحدر عناصرها من مدينتي مراكشوالعيون، والذين كانوا قد خططوا في بداية الأمر إلى الانضمام للتنظيم الإرهابي «داعش» بالساحة السورية – العراقية إلا أنهم غيروا وجهتهم صوب فرع هذا التنظيم في ليبيا، عبر التسلل من الحدود بين المغرب وموريتانيا، وذلك بمساعدة انفصاليي جبهة البوليساريو المتخصصين في شبكات التهريب، فضلا عن تخطيطهم للحصول على أسلحة نارية لاستخدامها في أفعال جرمية. وكشف البحث التمهيدي أن المتهم الرئيسي في هذه القضية كان قد التزم دينيا سنة 2008، واعتنق الفكر السلفي بإيعاز من صديقه في الدراسة المسمى المهدي، حيث انتقل إلى مدينة العيون لتلقي العلم الشرعي، وأصبح إمام مسجد بذات المدينة، في حين اشتغل زميله مؤذنا، وشرعا في توسيع دائرة منهجهما باستقطاب باقي أعضاء الخلية وحضور دروس دينية تحت إشراف «الشيخ عثمان» والتي كانت تتمحور مواضيعها غالبا حول الطابع التكفيري، ونعت مؤسسات الدولة بالكفر والفساد… ومع اشتداد الأزمة السورية عام 2013 وظهور التنظيم الإرهابي «داعش» نشب خلاف حاد بين زعيم هذه الخلية و«شيخه» بشأن أحقية المرجعية الدينية التي يمثلها هذا التنظيم، لتبدأ معها الزعامة تطفو على السطح، خصوصا حينما اقتنع المتهم الرئيسي بالمنهج الجهادي وأصول التكفير الذي يتبناه «داعش»، حيث تبعه في ذلك باقي أفراد الخلية، الذين شكلوا فيما بينهم مجموعة متماسكة ومناصرة لهذا المنهج التكفيري بقيادة أميرهم أبو بكر البغدادي… وهكذا بعد التحاق زميل المتهم بصفوف هذا التنظيم بتاريخ 20/9/2013 ، شرع هذا الأخير في شحذ العزائم لدعم صفوفه «داعش» من أجل الجهاد، بما في ذلك توظيف الانترنيت…. وبالنظر لتشديد الإجراءات الأمنية من قبل السلطات الأمنية التركية للحد من التسلل إلى الأراضي السورية نصح المسمى عبد الحق الظنين الرئيسي تغيير وجهة عناصر الخلية إلى نفس التنظيم في ليبيا، وحثه على ضرورة التنسيق مع بعض أقربائه المنضوين تحت لواء جبهة البوليساريو بمخيمات تندوف، حيث التقى وجدا منهم مهزب انفصالي واستقروا رأيهم على تحديد مبلغ 20 ألف درهم لكل شخص تسلل عبر الحدود المغربية الموريتانية في اتجاه ليبيا… ودائما حسب نفس المصدر الأمني فإن أفراد هذه الخلية عقدوا اجتماعات سرية واتفقوا على وجوب القيام بعمليات تخريبية داخل المملكة قبل التوجه إلى ليبيا، حيث خططوا لاستهداف الوحدات الأمنية المتنقلة «حذر» بوصفهم أعوان الطاغوت وسلب أسلحتهم، وتصفية ذوي أقربائهم العاملين بالمصالح الأمنية، استباحة أموالهم وأسلحتهم، إضافة إلى هدم وإتلاف الأضرحة، لكونها ظاهرة مبتدعة… ووجهت للمتابعين تهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال ارهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وتدبير أموال بنية استخدامها في أفعال إرهابية، وتحريض الغير وإقناعه على ارتكاب أفعال إرهابية، وعدم التبليغ عن جريمة إرهابية، إضافة إلى تهمتي عقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق، وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها.