حدث طريف وقع الأحد المنصرم أثناء زيارة المعتقل السري بمدينة الورود قلعة مكونة، فبعد الإنتهاء من زيارة الزنازن ومختلف مرافق المعتقل وتنظيم وقفة بساحته، خرج جميع المشاركين باستثناء المعتقل السابق محمد الرحوي وفريق القناة الأمازيغية، إذ ظلو داخله، بل أغلق الباب في وجوههم وغادر الحارس المكان، ليتطلب إعادة فتح الأبواب أزيد من ربع ساعة ظل معها الرحوي وفريق القناة قابعين وراء أسوار المعتقل قبل أن يفتح لهم من جديد....! شاءت الألطاف أن ينتبه المشاركون في وقفة بمعتقل قلعة مكونة السري إلى غياب محمد الرحوي المعتقل السابق بمعتقل أكدز وقلعة مكونة بعدم تواجده داخل أو خارج الحافلة التي أقلت عددا من الأطباء والحقوقيين الأحد المنصرم إلى عين المكان. وعلى الفور تم اخبار مسؤول قام بفتح البوابة الرئيسية للمعتقل الممنوع زيارته من طرف العموم. وتطلب احضار المفاتيح أزيد من ربع ساعة ظل معها المعتقل السابق محمد الرحوي المنتمي لمجموعة بنو هاشم ومعه الصحافي عبد النبي إدسالم ومعه مصور القناة الأمازيغية معتقلين داخل القلعة. "لحسن الحظ أن محمد الرحوي لم يعلم بالأمر وإلا قد يتسبب له في أزمة نفسية جديدة" يقول أحد المشاركين في الزيارة المنظمة من طرف الجمعية الطبية لضحايا التعذيب والمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف وبحضور رئيسة المجلس الجهوي للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية. ظل المشاركون في الوقفة ينتظرون الإفراج عن المعتقلين الجدد بالسجن الرهيب الذي قضى به أزيد من 400 ضحية في سنوات الرصاص أحلك سنوات حياتهم ولفظ فيه حوالي 16 معتقلا أنفاسه، ليدخل عبد الكريم المانوزي داخل المعتقل من جديد ويبدأ البحث عن "المعتقلين الجدد"، حيث عثر عليهم داخل الزنزانة ذاتها التي زج فيها بمحمد الرحوي ورفاقه في مجموعة بنوهاشم وهم منشغلون بتصوير برنامج تلفزيوني لفائدة القناة الأمازيغية "خاص بذاكرة" محمد الرحوي على غرار البرنامج الذي قدمته حول المختفي المجهول المصير الحسين المانوزي منذ أسابيع. أخرج الثلاثة من المعتقل، لكن دون أن يتم اخبار محمد الرحوي بأنه زج به في المعتقل من جديد وأغلقت عليه أبوابه. ذلك أن اخباره قد يعمق من جراحه التي لم تندمل بعد، ولا تزال ذاكرته تتذكر فضاعات التعذيب والمعاملة القاسية التي عانى منها في معتقل مدينة الورود ما بين 22 أكتوبر سنة 1981 و30 دجنبر 1984. للإشارة فقد وقف المشاركون في قافلة طبية لفائدة ضحايا الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بإقليم تنغير. وقد وقفت القافلة في ساحة المعتقل السري المتواجد على هضبة تطل على عاصمة الورود "قلعة مكونة"يوم الأحد 11يونيو ، دقيقة صمت وقرؤوا الفاتحة ترحما على أرواح الضحايا، ونظموا بعدها وقفة رددوا خلالها شعارات تطالب بالكشف عن الحقيقة، قبل أن يقوم الجميع بزيارة زنازن المعتقل السري ومختلف مرافقه. وقد قدم أحد الناجين من غياهب هذا المعتقل وهو محمد الرحوي شروحات حول صنوف المعاملة التي يتلقونها من طرف الجلادين وكذا سوء التغدية بالمعتقل، وكيف قضوا سنوات من أحلك أيام عمرهم داخل أسوار معتقل مدينة الورود. قبل ذلك قام وفد من المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف بزيارة قبر أحد المختفين وهو العربي أيت زايد الذي لقي حتفه عقب أحداث 1973 ودفن بمقبرة تنغير، وهو القبر الذي تم تحديده من قبل أقرباء الضحية ورفاقه.