في مشهد تقشعر له الأبدان، وتسيل منه الجفون سيلا، انهارت أم وابنها « المعاق » وهي تستنجد معتصمها من ويلات الفقر و »الحكرة » التي طالتها من قبل الواقفين على قطاع الصحة في مستشفيات العاصمة الإقتصادية. حيث غالبت دموعها وهي تروي كيف أن ابنها المعاق لم يجد يدا رحيمة من ذوي الوزرة البيضاء الذين طرقت أبوابهم، وهي تناجي من يفر بفلذة كبدها إلى بر آمن يديم نظرتها إليه وإن كانت محملة بالمشاق و الصعاب. أم مغلوبة على أمرها وأب يصارع الحياة من أجل لقمة العيش، أخ معاق و »حكرة » المسؤولين، كلها عوامل جعلت طفلا بريئا يبوح بكلام لا يناسب سنه، بل ولا ينتمي للحقل اللغوي الذي ينتقي منه الأطفال كلماتهم. دموع صادقة وألم دائم وكلمات تحاكي سجية الطفل، كانت كفيلة بأن تسيل دموع من قام بهذا الربورتاج، وخلفت وراءها سؤالا بالخط العريض للسادة المسؤولين ألا وهو: هل المكاتب الوثيرة والغنائم الغفيرة أهم من بسمة هذا المغلوب على أمره ؟