يبدو أن العالم الإفتراضي الذي نعيشه في وقتنا الراهن أصبح معرضا لمخاطر جمة رغم وسائل الحماية العالية الجودة للبيانات الشخصية التي تسهر عليها شركات كبرى في المجال، حيث طفت على السطح جماعات تلقب نفسها « بالهاكرز » متحدية الأنظمة المعلوماتية الأكثر حصانة لأكثر الشركات العالمية. وبدأنا نشاهد في السنوات الأخيرة مجموعة من الأخبار والملفات السرية بإعتبارها خطوط حمراء، غالبا ما تحتوي على ملفات سياسية ودولية، أموال مهربة… والتي لم تكن في متناول الجميع لولا تدخل « الهاكرز » على الخط، لتتحول العملية إلى قرصنة وإبتزاز والمطالبة بفدية أو نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي على شكل « فضيحة ». وتحركت شركات الحماية لتطوير وسائلها بعد دخولها في طابور حرب افتراضية مع الجماعات المقرصنة، لكنها لم تسلم من التهديدات، وآخر الضحايا الشركة العملاقة في الإلكترونيات « آبل » والتي لم تعاني من ويلات « الهاكرز » قبل وفاة مؤسسها ستيف جوبز. وهددت جماعة مقرصنة تطلق على نفسها « Turkish Crime Family » الشركة الأمريكية للإلكترونيات وذلك عبر مقطع فيديو على « اليوتوب » موجه لمسؤولي الأمن الإلكتروني « لآبل »، حيث يظهر المقطع إختراق الحساب الصلب والذي يعرف ب « أي كلاود » والتابع لمرأة مسنة، حيث قام القراصنة بالولوج لملفاتها الشخصية بكامل الحرية، مع إمكانية التحكم عن بعد في المحتوى. وطالبت الجماعة من مسؤلي الشركة الأمريكية فدية مالية قيمتها 75 ألف دولار بالعملة الرقمية « بيتكوين » أو بديلها الأقل شهرة « إيثيريوم »، وذلك في أجل أقصاه السابع من ابريل القادم، وعلل المخترقون أنه في حالة إذا لم يتم أخد الأمور بجدية وعدم تقديم الفدية، فستلجأ إلى محو 300 مليون حساب « آي كلاود » بحلول التاريخ المذكور. وجاء الرد قاسيا من مسؤول الأمن الإلكتروني « آبل »، حيث طالب المهاجمين بحذف مقطع الفيديو، وأضاف « نود إعلامكم بأننا لا نكافئ مجرمي الإنترنت على كسر القانون ». ويبدو أن جواب مسؤول الشركة الأمريكية سيدخلها في دوامة من الحرب الإفتراضية مع « الهاكرز »، لاسيما وأن زبناء الشركة المذكورة يعتبر الأكبر في المجال الإلكتروني مقارنة بمنافسيها.