أبرزت صحيفة (هافينغتون بوست) الأمريكية، واسعة الانتشار،أمس الثلاثاء، الدينامية التي أطلقها الملك محمد السادس في مالي من أجل إقرار سلام واستقرار دائمين بهذا البلد، مؤكدة أن الدور القيادي متعدد الأبعاد للملك يساهم بشكل كبير في التوصل إلى حل توافقي للأزمة المالية. وأكدت الصحيفة الأمريكية، في مقال بعنوان (المملكة المغربية والوعد المالي)، أن "المغرب اضطلع، تحت قيادة الملك، بدور حيوي في محاربة التطرف الديني بمالي، كما عبر عن التزام ثابت تجاه الحكومة المركزية بهذا البلد، حتى بعد التدخل العسكري الفرنسي والمساعدة التي قدمتها الولاياتالمتحدة". وأكدت الصحيفة الأمريكية أن هذا الالتزام الراسخ "نابع من المكانة الروحية لجلالة الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين، وسبط النبي، إضافة إلى كثير من الفضائل التي تعطي مكانة خاصة لجلالة الملك في قلوب الماليين"، مذكرة، في هذا السياق، بالمبادرة الملكية الرامية إلى تكوين ما لا يقل عن 500 إمام بالمغرب، لإبراز سماحة الدين الإسلامي الحنيف، وقطع الطريق على التطرف الديني، عبر تجفيف منابعه الإيديولوجية. ولاحظ كاتب المقال، أحمد الشرعي، ناشر وعضو بمجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، أنه بفضل مبادراته المتبصرة في المجالات الدينية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية، التي تنسجم وروح المقاربة الملكية المتشبعة بالنوايا الحسنة، والمزايا الفريدة، تمكن المغرب من الاضطلاع بدور الوسيط بين مختلف الأطراف المالية. وذكر في هذا الصدد ب"الشراكة الوثيقة" التي أقامها الملك والرئيس إبراهيم بوبكار كيتا، والاستقبال الذي خص به الملك بلال أغ الشريف، الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد، الذي كان مرفوقا بالمتحدث باسم الحركة موسى أغ الطاهر. وأبرزت (هافينغتون بوست) أن "الحركة الوطنية لتحرير أزواد، أعربت، اليوم، عن انخراطها في طريق المصالحة السياسية، على أمل منح حقوق أكبر وفرص أكثر لأعضائها"، معتبرة أن هذا الاستقبال الملكي يعد بمثابة خطوة "هامة نحو تحقيق الاستقرار في مالي".