دأبت بعثات صيد خليجية، لعقود من الزمن، على السفر إلى باكستان بحثاً عن طائر الحبار، وطمعا في منافعه التي يرونها كنزا واجب الإقتفاء شد الرحال إلى الحبار يتطلب مصاريف ضخمة، تتمثل في طائرات شحن تقوم بنقل الخيام وسيارات رباعية الدفع تحضر إلى مطارات صحراوية مقامة خصيصاً لاستقبالها، فطائرات طائرت خاصة تحمل على متنها أثرياء خليجيين، مصطحبين معهم مستلزماتهم الثمينة، بما في ذلك صقور الصيد غالية الثمن، والتي يتم استخدامها لقنص طيور الحبار المشوبة بالبياض. السلطات الباكستانية، لم تقف مكتوفة الأيدي تجاه الأمر، بل واكبته بمجموعة من القرارات، من بينها قرار المحكمة العليا في إقليم بلوشستان، والقاضي بإلغاء جميع تصاريح الصيد الممنوحة للأجانب، استجابة لشكاوى من جانب خبراء في مجال حماية البيئة، خاصة بعد تزايد الصيد المفرط، وغير القانوني للطائر المذكور، مما أثار غضب واسعا في أوساط المجمتع الباكستاني. ورغم ادعاء البعض أن إقبال العديد من هواة الصيد الخليجيين على صيد هذا الطائر، نابع من كونه رمزا من رموز صحاري الجزيرة العربية إضافة إلى أنه الطريدة الأولى والتراثية للصقارين، اعتبارا لأنه يشكل التحدي الكبير لهم ولصقورهم واصطياده يعطيهم الإحساس بالفخر والنصر، إلا أن ثمة علاقة أخرى مضمرة لا يصرح بها عادة، وتتجلى في فوائد الطائر المزعومة المرتبطة بتقوية القدرة الجنسية، و تحفيز الرجال لمعاشرة النساء، الأم الذي يدفع الصيادين لتجشم المتاعب وتحمل المشاق، بل وخرق القانون للظفر بالكنز. تيسير سبل الصيد وتسهيل طريق بلوغ الحبار، سببه العلاقة المشبوهة التي تجمع الصيادين مع المسؤولين في باكستان والدول التي ينتشر فيها الحبار، أضف إلى ذلك تقييد دور المجتمع المدني والتساهل الكبير من قبل الأنظمة السياسية الحاكمة، لأن مناطق الصيد هي غالبا عسكرية ولا يحق للمواطنين دخولها بدون رخصة.