في خضم النقاش والجدل المثار، مؤخرا، بخصوص العديد من القضايا الشائكة، وجهت أصابع الاتهام لما أصبح يسمى ب »الجيش الالكتروني »لحزب العدالة والتنمية على مواقع التواصل الاجتماعي. فكيف يشتغل هذا « الجيش »؟، ماهي آلياته؟ ومن المسؤول عنه؟ أسئلة حاولت أسبوعية « تيل كيل » الاجابة عنها، حيث أوضحت أن « الجيش الالكتروني » لحزب « المصباح » أدرك مبكرا القوة التي يتميز بها الفضاء الرقمي، فاستغل بشكل جيدا موقعي « الفايسبوك » و »التويتر » للتأثير في النشطاء، وهو ما حذا بجهات الى اتهامه بصب الزيت في النار، خصوصا عندما تعلق الأمر بالنقاش المثار حول النفايات الايطالية، أو فضيحة « خدام الدولة »، أو فيديو وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، بالدوحة. حزب العدالة والتنمية يعتبر تفاعل مناضليه، ونشطائه مع هذه القضايا « مبادرة فردية »، وحرية شخصية، لذلك سارع الى اصدار بلاغ عقب انتشار فيديو وزير الشؤون الخارجية والتعاون، انتقد فيه المس بالحرية الشخصية للأفراد، مؤكدا أن « استهداف الحياة الخاصة للشخصيات العمومية ولعموم الناس مخالفة شرعية وقانونية وأخلاقية ». تناسلت الشكوك حول ما بات يعرف ب »الجيش الالكتروني » لحزب العدالة والتنمية ليس وليد اليوم، اذ سبق ل »تيل كيل »، أن أنجزت سنة 2015، تحقيقا حول من يختبئ وراء الصفحات الخاصة بالحزب على « الفايسبوك »، وكيف يشتغل التنظيم الاسلامي داخل الفضاء الأزرق. يعد حزب العدالة والتنمية من بين الأحزاب الأولى التي فطنت مبكرا لأهمية مواقع التواصل الاجتماعي في حشد الجماهير وتعبئتها، حيث استقبل رئيس الحكومة، والأمين العام للحزب، عبد الاله ابن كيران، يوم 13 يونيو2015، مجموعة من نشطاء هذه المواقع الاجتماعية على مأدبة غداء بمناسبة اطلاق صفحته الخاصة على المواقع الاجتماعي « فايسبوك »، وهو ما اعتبر آنذاك « غزوا » جديدا للحزب الاسلامي لكن هذه المرة على صفحات الفضاء الأزرق. مهمة أسندت لقسم الاعلام والعلاقات العامة بالحزب، الذي يشرف عليه سليمان العمراني. يؤكد سليمان العمراني أن مصطلح « الجيش الالكتروني »، او « الكتائب الالكترونية » لاوجود له في المغرب، بل هو مصطلح نحته نظام بشار الأسد، ليتم اقتباسه فيما بعد من طرف الاخوان المسلمين في مصر، والرئيس السيسي بعد نجاحه في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي ». المتخصص في مواقع التواصل الاجتماعي، مروان هرماش، يقول في حديث ل »تيل كيل »، « لكي يكون هناك جيش الكتروني، لابد من تعبئة عدد كبير من الأفراد داخل مواقع التواصل الاجتماعي واطلاق حملات، وهذا الأمر لاينطبق على حزب العدالة والتنمية حاليا ». اهتمام حزب العدالة والتنمية الكبير بالإعلام الجديد لايعني أن الحزب يتوفر على استراتيجية تواصلية شاملة، فهذا القسم يضم مصلحتين: مصلحة العلاقات الخارجية، وتأطير المواطنين، التي يشرف عليها أخصائيون لهم علاقة بعالم الفن، ويشرف عليها الممثل ياسين أحجام، في حين يشرف على المصلحة الثانية، مصطفى بابا، وتستهدف جمهورا كبيرا من خلال تنظيم الأنشطة الثقافية، والرياضية التي ينظمها الحزب، لكن في خضم الطفرة التكنولوجية الراهنة، يظل قسم الاعلام بالحزب، أحد أبرز الآليات التواصلية لدى حزب « المصباح ». تتبوأ البوابة الالكترونية للحزب المرتبة ال146 على الصعيد الوطني وتضم عدة خدمات، وروابط، وهدفها هو الترويج لأفكار الحزب، ومبادئه، وانجازاته الحكومية. العمل داخل البوابة أشبه بمقاولة صحفية قائمة الذات، فداخل فضاء لايتجاوز 150 مترا، يعثر الزائر على فضاء مفتوح مخصص للصحفيين، من بينهم « زينب »، المكلفة بالقسم الفرنسي في البوابة. « كما ترون نقبل حتى الصحفيات غير المحجبات »، يقول سليمان العمراني. في قاعة أخرى، يوجد التقنيون، والمكلفون بالتصميم، وادارة الصفحات الرسمية للحزب على « الفايسبوك » و « التويتر ». والصفحة اليوم لها أزيد من مليون معجب. يستمد الحزب قوته على مستوى التواصل من المكاتب الجهوية والمحلية. « في كل مكتب جهوي أو محلي نتوفر على مسؤول على قسم التواصل، ونترك الحرية لهذه المكاتب لانشاء وحداتها بحسب الامكانيات التي تتوفر عليها ». السؤال المطروح ماهي الميزانية المرصودة للاستراتيجية التواصلية لحزب العدالة والتنمية ؟ الأمر لايتجاوز 2 مليون درهم، كما يؤكد سليمان العمراني، مشيرا الى أن « المجلس الوطني للحزب يخصص سنويا ميزانية لجميع أقسام الحزب، الجزء الكبير منها مخصص للموارد البشرية، فيما الجزء الآخر للأمور التدبيرية ».