بشوش في مظهره، تلقائي في تصرفاته، ومحب لحرفته... كل هاته الصفات اجتمعت في رجل ستيني وهب حياته لمهنة الطبخ، وخدم الملك الحسن الثاني29 سنة. إنه مصطفى النكير، طباخ الملك الراحل الذي زارته مجلة "الآن" في قلب مراكش، ليحكي لها شذرات من علاقة الحسن الثاني بالطبخ والطباخين. ويقول النكير في المجلة ذاتها في عدد هذا الأسبوع، أنه في سنة 1984، كان الحسن الثاني يسهر بنفسه على إعداد لوائح الطعام المخصصة لضيوفه من الملوك والرؤساء في القمة الإسلامية بفاس، وكل مرة لا يعجبه شيء، كان يومئ بحاجبيه، وقد كانت القشعريرة تدب في دوما. يقول النكير أيضا أنه كان محظوظا لكونه رأى النور وسط عائلة "صنايعية" معروفة، حيث كان والده طباخا في قصر الكلاوي، ثم اشتغل مع الملك الراحل محمد الخامس، قبل أن يحل دوره ويشتغل مع الملك الراحل الحسن الثاني. ترعرع مصطفى وسط المحيط الشعبي المراكشي وحمل لقد "ولد الشواي" قبل أن ينتقل للقصر لخدمة الحسن الثاني:"كان الحسن الثاني خبيرا في أصول الطبخ العالمي والمغربي.. فكان يجيد نوعية اختيار الأكلات ويعطينا كمية التوابل التي سنعتمدها في أطباقنا، وكل الأوامر التي تتعلق ببروتوكول تقديم الوجبات وغيرها"، يقول مصطفى النكير ثم يضيف:"الحسن الثاني إنسان ذواق، وله إلمام كبير بكل المسائل التي تتعلق بالطبخ، إلى درجة حيّر كل ضيوفه الذين توافدوا على المغرب"...ثم يختم:"كان، رحمه الله، مفتونا بأكل لسان الخروف والأذنين وعاشقا للأكلات المغربية الأصيلة، مثل طاجين لحم الغنم مع الخضر والبرقوق، ويجب أكلة الكرعين والرأس المبخر"