في إطار تحليلها للهجمات الإرهابية التي هزت، مؤخرا، باريسوبروكسيل، وورود اسم إرهابيين مغاربة ضمن الموقوفين والانتحاريين، وصفت مجلة « فورين بوليسي » الأمريكية، الواسعة الانتشار، المغرب ب »قلب الإرهاب الدولي »، مشيرة إلى أن جبال الريف تحولت مع الزمن إلى « معقل » للمهربين والخارجين عن القانون، وأرضا خصبة أيضا لتفريخ الإرهابيين الجهاديين في أوروبا. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن منطقة الريف تعرف انتشار الباعة المتجولين ومهربي المخدرات، كما تعدا معقلا لأبطال المقاومة الذين تمردوا على مدراء الاستعمار. وأضافت أن أطفال منطقة الريف هاجروا إلى أوروبا، فانضافت الغربة إلى التهميش الذي عانوا منه في حياتهم لينخرطوا بسهولة في شبكات إجرامية ومتطرفة ارتكبت أعمال إرهابية في العديد من الدول الأوربية، على حد قول المصدر نفسه. كما أوضحت « فورين بوليسي » أن علاقة منطقة الريف بالتفجيرات الإرهابية تعود الى اعتداءات مدريد لسنة 2004، عندما اكتشف المحققون أن المتورطين فيها ينحدرون من مدينة تطوان، وبعد ثلاث سنوات اكتشفت مراسلة مجلة « نيويورك تايمز مغازين »، أندريا اليوت، خلال زيارة للمدينة، ان العديد من شباب تطوان يلتحقون بمقاتلي تنظيم القاعدة في أفغانستان، لقتال القوات الأمريكية. المجلة الأمريكية أبرزت أن « نجيم العشراوي »، أحد أبرز المتورطين في مجزرة بروكسيل الارهابية، بحسب تقارير الامن البلجيكي، ينحدر من أصول ريفية. وهو صاحب القبعة الذي ظهر في مطار « زافلتيم » بالعاصمة بروكسيل، مؤكدة أن منطقة الريف أصبحت مع مرور الوقت « مشتلا » لتفريخ الارهابيين. وقالت « فورين بوليسي » انه يتعين العودة الى تاريخ الريف المغربي لمعرفة علاقة شبابها بالتفجيرات الإرهابية. فقد عانت المنطقة من التهميش في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، كما عرف عن قبائلها التمرد والاتجار في المخدرات. مقال المجلة الأمريكية شبيه بالتحليل الذي قدمه المحلل الفرنسي المتخصص في التاريخ المغاربي، « بيير فيرميرن »، في حوار مع صحيفة « لوموند » الفرنسية، عندما اتهم هو الآخر الريف بتفريخ الارهابيين، مسلطا الضوء على تاريخ المنطقة مع الاستعمار والتمرد وقمع الحسن الثاني، والاتجار في المخدرات، لتفسير أسباب التطرف، و تورط الشباب المغاربة في التفجيرات التي هزت أوربا في الآونة الأخيرة، خصوصا باريسوبروكسيل.