قال عبد الواحد المتوكل، رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، أن تصريحات محمد عبادي، الأمين العام للجماعة المحظورة، بخصوص الخلافة الإسلامية، قيلت في سياق تاريخي يعود لزمن تأسيس الدولة الإسلامية، وما استشهد به هو كلام لعمر بن الخطاب، وتم بثر جزء من كلامه وأعرضوا عن الباقي. وتساءل في تصريح ل »فبراير »: لن يتصور أن رجلا مثل عبادي سيدعو للعنف خاصة وأن منهج الجماعة وتصورها معروف، مضيفا أن اتهام الأمين العام للجماعة بالدعوة للعنف مجرد هراء وكلام فارغ معروف قصده، وهو إشغال عن قضايا وفضائح كثيرة كملف الصحراء وغيره. وأضاف المتوكل: » حاشا أن يدعو محمد عبادي إلى عنف، مشيرا أن أناسا افتعلوا زوبعة، لعلها تلفت الأنظار عن المشاكل الحقيقية التي يعاني منها البلد، ولعل آخرها ما كشفت عنه « أوراق بناما ». وأكد في نفس السياق رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان ل »فبراير »: » كان من الأولى أن يتم التركيز على أوراق « بنما » التي تعطينا فكرة عن بعض الأساليب المتبعة لحرمان الشعوب من ثرواتها وخيراتها، عوض التركيز على قضايا هامشية لإشغال الناس بها. وطالب متحدثنا أن من استفزهم مصطلح الخلافة، عليهم أن يمتلكوا نفس الشجاعة ليتحدثوا عن ما أسماه : « إمارة المؤمنين »، والتي تنتمي لنفس المرجعية، وأن يتحدثوا عن طقوس البيعة »، يوضح المتوكل. وعرج رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، عن المرحلة التاريخية التي استعمل فيها مصطلح « الخلافة »، مشيرا أنه مصطلح إسلامي ورد في القرآن والسنة النبوية، واستعمل للدلالة على حقبة تاريخية معروفة في تاريخ المسلمين، حيث كان نمط الحكم يقر أن الحاكم يتم اختياره من قبل الناس وفق رضاهم ومشورتهم، قبل أن يتم الانقلاب على ذلك النظام، حسب قوله. ويشار أن تصريحات محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، لموقع تابع لجماعته، قال فيها : « أن المذاهب الأربعة أجمعت على وجوب إقامة الخلافة كي تصم شتات المسلمين، وأن هذا الإجماع ثبت عند الصحابة، والذين أجمعوا على أنه لا يجوز للمسلمين البقاء بلا خلافة فوق ثلاثة أيام، مشيرا لحديث عمر بن الخطاب والذي قال فيه: « إذا بقي هناك مخالف، فاضربوا عنقه كيفما كان ولم يعارضه الصحابة رضي الله عنهم »، خلقت نقاشا بين المتتبعين للشأن السياسي المغربي، خاصة في صفوف بعض اليساريين الذين تساءلوا من جديد عن مدى سلمية الجماعة المحظورة.