لا يتنافس زعماء الأحزاب السياسية المغربية فقط في الاستحقاقات السياسة، سواء الانتخابية أو خلال الحملات للظفر بالمراتب الأولى النتائج، إنما يتنافسون حتى في التوصل إلى الحلول نفسها للالتواء على قوانين أحزابهم الداخلية، أملا في الظفر بالبقاء أطول مدة على رأس هيكل الحزب. وهكذا، فبعد نجاح زعيم حزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، في تأجيل مؤتمر الحزب العادي إلى ما بعد الاستحقاقات التشريعية القادمة، لضمان البقاء في رئاسة الحكومة، في حال ظفر الحزب بالرتبة الأولى، والذي بات يعرف إعلاميا ب »الزعامة الخالدة »، ها هو حليفه في الحكومة صلاح الدين مزوار، أمين عام حزب التجمع الوطني للأحرار، يسير بدوره على الخطى نفسها، حيث ضمن بدوره لنفسه البقاء في منصبه الحزبي إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية التي سيشهدها المغرب في نهاية الصيف المقبل، معناها، الحسم في موقعه من السلطة التنفيدية القادمة. وأعلن المكتب السياسي لحزب الحمامة بدوره المصادقة على عقد مؤتمر استثنائي الغاية منه هو المصادقة فقط على تأجيل المؤتمر المقبل العادي إلى ما بعد الحدث التشريعي. هذا ما أكده بيان صادر عن اجتماع أعلى هيئة تنفيدية في هياكل الأحرار، عقد أول أمس بالرباط، حيث أفاد البيان أن المكتب السياسي قرر « عقد مؤتمر استثنائي يوم 7 ماي المقبل، يخصص لتدارس نقطة فريدة، وهي المصادقة على تأجيل عقد المؤتمر الوطني العادي إلى ما بعد الاستحقاقات التشريعية ». بذلك يضرب الحزب موعدا مع الموعد نفسه الذي ضربه قائد الائتلاف الحكومي حيث قرر بدوره تأجيل المؤتمر العادي للحزب إلى ما بعد الانتخابات، بدعوى دخول المشهد السياسي مرحلة لا وقت فيها للاستعداد لحدث حزبي كالمؤتمر الوطني. يذكر أن المكتب السياسي لحزب الحمامة تناول في اجتماعه أيضا تطورات قضية الصحراء، حيث « جدد رفضه لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة المتعلقة بالصحراء المغربية، والمتعارضة مع الصلاحيات الممنوحة له من قبل مجلس الأمن، والساعية بشكل متعمد لتغيير طبيعة النزاع، مؤكدا أن التجمع الوطني للأحرار الذي ولد من رحم المسيرة الخضراء الوفي لقسمها، سيبقى مستميتا من اجل تأكيد وحدته الترابية »، وفق ما ورد في البيان. كما صادق على مذكرة الحزب المتعلقة بالتهيء للانتخابات التشريعية القادمة، منتقدا ما « نسب لبعض قياديه في إحدى الصحف الوطنية من إساءة تمس بمسارهم البناء داخل التجمع الوطني للأحرار بما يتنافى مع الأخلاق السياسية بشكل عام، فبالأحرى مع ثقافة وتربية ومبادئ التجمع الوطني للأحرار »، وفق تعبير المصدر نفسه.