وجهت منظمة العفو الدولية اتهامات خطيرة لدولة قطر بخصوص أوضاع العمال الذين يشتغلون في أوراش الإعداد لتظاهرة كأس العالم 2022، التي من المقرر أن تحتضنها قطر. وأعادت المنظمة الحقوقية الشهيرة بذلك الجدل حول هذا الحدث الكروي، حيث أكدت أن العمال الأجانب في قطر، وخاصة في ملعب خليفة الدولي، يعيشون أوضاعا « كارثية للغاية »، كما يعاملون بشكل « قسري »، لا ينبغي السكوت عنه. وفصل تقرير للمنظمة ذلك بتأكيده على أنهم يعيشون في أماكن قذرة ويدفعون أموال باهضة للوصول إلى قطر، كما يمنعهم مشغلوهم من الحصول على أجورهم المعقول، ويصادرون جوازات سفرهم رغما عنهم. وفي الوقت الذي اعتبرت سلطات الدوحة ما جاء من اتهامات في التقرير « غير صحيحة »، مشيرة إلى أنها ستحقق في ذلك، اتهمت العفو الدولية الاتحاد الدولي لكرة القدم « فيفا » ب »الفشل » في وقف هذه المنافسة التي يبدو أنها ستقام على « انتهاك حقوق الإنسان »، وفق تعبير المصدر نفسه. وتطالب أمنيستي من الفيفا بالضغط على قطر لنشر خطة إصلاح شاملة قبل تشييد مشاريع كأس العالم في عام 2017، وتعيين لجن تفتيش تشمل خبراء مستقلين للتحقيق في سير الأشغال ووضع الموظفين والعمال. وبالرغم من تأكيدات قطر قبل أكثر من سنتين على أنها تولي اهتماما ل »حقوق العمال »، إلا أن أمنيستي قلّلت من جدوى الإصلاحات التي أحدثت، مؤكدة أن بعض العمال ما زالو « يعيشون كابوسا حقيقيا »، حيث أوضح سكرتير المنظمة العام، ساليل شيتي، أن « ما يريده العمال هو حقهم في الحصول على الرواتب في مواعدها ومغادرة البلاد متى رغبوا في ذلك، ومعاملة كريمة ومحترمة »، وفق تعبيره. كما أوردت العفو الدولية نقلا عن شهود عيان، هم ضحايا هذا التعامل، أن موظفي إحدى الشركات التي تجلب العمال هددوا بمعاقبة هؤلاء لإجبارهم على العمل، من خلال عدم دفع رواتبهم وتسليمهم للشرطة أو منعهم من مغادرة قطر. وهو ما اعتبرته المنظمة يرقى لوصف « المعاملة القسرية التي تخالف القانون الدولي ». وأشارت أمنسيتي إلى أنها جمعت كل هذه الخلاصات من خلال لقاءات مباشرة مع الضحايا. وبلغ عددهم 231 عاملا، أغلبهم جاءوا من دول جنوب شرق آسيا، 132 منهم يعملون في تشييد ملعب خليفة الكبير، بينما يشتغل 99 آخرين في المناطق الخضراء المحيطة بمجمع أسباير الرياضي، وفق تأكيدات المصدر نفسه.