موند أفريك : ألا تعتقدون أن المخابرات الفرنسية، والبلجيكية تهمل أهمية العنصر البشري في العمل الاستخباراتي، أقصد « المخبرين »؟. عبد الحق الخيام : من السخافة إهمال الوسائل التقليدية للعمل الاستخباراتي، لكن لا تنسى أن الجميع يتوفر اليوم على وسائل، وتقنيات تتيح تعقب المكالمات الهاتفية للأشخاص بإذن من النيابة العامة، لكن عموما نتوصل بمعطيات من أشخاص بمثابة مصادر معلوماتنا. موند أفريك: لماذا لا تخترق المخابرات الفرنسية أماكن العبادة، والجمعيات في إطار عملها الاستخباراتي؟ عبد الحق الخيام : أولا يجب التوفر على التجربة المغربية لمراقبة المساجد. تعلمون بعد أحداث 16 ماي 2003، قام المغرب بإعادة هيكلة الحقل الديني عبر إطلاق برنامج تكوين الأئمة، والمرشدين والمرشدات، فلم نعد نتوفرعلى خطباء يحرضون على التطرف، كما أن المجلس العلمي الأعلى هو المسؤول عن إصدار الفتوى. موند أفريك : قبل سنة، كان هناك سوء تفاهم بين المغرب وفرنسا بعد الدعوى التي تم رفعها ضد مدير مديرية مراقبة التراب الوطني، ويبدو أن الأمور وجدت طريقها للحل، هل أنتم مرتاحون لجودة التعاون الأمني الاستخباراتي مع فرنسا؟ عبد الحق الخيام : أنا لا أتهم الحكومة الفرنسية. بالفعل كانت هناك « برودة » في تعاوننا الاستخباراتي، لكن الأمور عادت إلى نصابها، والأمور اتضحت بما فيه الكفاية. موند أفريك : قبل شهر ألقي القبض على راديكالي فرنسي بمطار فاس وفي حوزته أسلحة، ومتفجرات، فرنسا أكدت أنه تم إخباركم بالأمر، في حين أنتم تنفون ذلك؟ عبد الحق الخيام : المخابرات الفرنسية لم تخبرنا بهذا الشخص، لكن أعتقد بأنه ربما فر من قبضة الشرطة الفرنسية، ولم تترصده أعينها، ولم تنتبه إليه. موند أفريك : لكن هذا الشخص كانت له نوايا سيئة وبحوزته أسلحة ومتفرجات؟ عبد الحق الخيام : هو شخص اعتنق الإسلام، واستقر في المغرب، ومبحوث عنه من قبل المخابرات الفرنسية. شخص كان على الشرطة الفرنسية أن تخبرنا به عندما كان في طريقه للمغرب. ولحسن الحظ يقظة أجهزتنا الأمنية مكنت من وضع حد له، وإفشال مخططه. أنا لا أقول بأن المخابرات الفرنسية أخلت بواجبها وما يفرضه التعاون الاستخباراتي مع المغرب، لكن مثل هذه الأمور قد تحدث. ونلح دائما على ضرورة تعزيز التعاون الاستخباراتي بين فرسنا والمغرب وباقي الدول الأوربية، والمغاربية. موند أفريك: أشرتم إلى الدول المغاربية.الجزائر تشتركون معها الحدود، وتواجه مخاطر إرهابية كبيرة، ومن البديهي أن تعطى الأولوية لتعزيز التعاون الأمني معها، لكن الواقع يقول عكس ذلك؟ عبد الحق الخيام: بالنسبة لي سبب ضعف تعاوننا الأمني مع الجزائر، يرجع إلى عناد السلطات الجزائرية. الوضعية الجيوإستراتيجية بالمنطقة المغاربية تفرض هذا النوع من التعاون. في جنوبالجزائر تنشط عناصر تنظيم « القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »، كما لايجب أن ننسى أن الوضعية المضطربة بليبيا سمحت لتنظيم « داعش » بالتواجد بهذا البلد، ونقلت العدوى لباقي البلدان المغاربية.فرع تنظيم القاعدة في بلد المغرب الإسلامي يسيطر على صحراء الجزائر وشمال مالي، ومنطقة الساحل والصحراء، فهذه المنطقة تعتبر بمثابة « قنبلة موقوتة »، وحان الوقت لتضع الجزائر يدها في يدنا لمواجهة الخطر الإرهابي. موند أفريك : بعد تفجيرات بروكسيل، هل بعثتم بفريق أمني استخباراتي مغربي إلى بلجيكا، أو أجريتم اتصالات مع المخابرات البلجيكية؟ عبد الحق الخيام: حتى تكون الأمور واضحة، أنا مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، ومديرية مراقبة التراب الوطني أكيد بأنها ستتواصل مع نظيرتها البلجيكية، للتعاون معها بهذا الخصوص.