بعد صمتا الذي دام لأيام على التصريحات التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال زيارته السبت المنصرم لمخيمات تندوف التي تستولي عليها جبهة البوليساريو، خرجت الحكومة المغربية أخيرا للرد على تصريحات المسؤول الأممي، حيث احتجت عليها بقوة معتبرة بأنها تعبر « عن انحياز غير مبرر أساء لمشاعر المغاربة ». وكان بان كيمون واضحا في تعبيره عن مساندته لأطروحات البوليساريو ومعها الجزائر، حيث قال في مؤتمر صحفي بالجزائر عقده برفقة وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، بأن منطقة الصحراء « محتلة » من قبل المغرب. كما أشار كي مون عقب اختتام زيارته التي قام بها إلى تندوف إلى أنه « لا يمكن للشعب الصحراوي أن ينتظر أكثر » في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها في المخيمات. وأكد أيضا « استعداد بعثة المينورسو تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي »، معربا عن أمله في أن يستأنف الطرفان جولات المفاوضات قبل مغادرته لمنصبه، حيث دعا مبعوثه، كريستوف روس، إلى الدعوة لاستئنافها قريبا. هذه التصريحات استفزت المغرب بشكل غير مسبوق، حيث أعربت الحكومة عن اندهاشها لما صرح به كي مون مؤكدة أنه وقع في « الانزلاقات اللفظية وفرض أمر واقع والمحاباة غير المبررة ». واحتج المغرب أساسا على بعض المصطلحات التي وظفها كي مون، خاصة ما يتعلق باحتلال الأراضي الصحراوية، حيث شدد بيان صادر عن الحكومة مساء أمس الثلاثاء، والذي يتوفر موقع « فبراير.كم » على نسخة منه، على أن هذا التوصيف يتناقض مع القاموس الذي دأبت الأممالمتحدة على استخدامه في ما يتعلق بالصحراء منذ مدة، كما خالف قرارات مجلس الأمن المعروفة حول القضية. كما اتهمت الحكومة المغربية الأمين العام الأمم ب »الانحياز السياسي لدولة وهمية »، لا تملك أرضا ولا شعبا ولا كيانا، وفق تعبير المصدر نفسه، والذي أوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة « تخلى عن حياده وموضوعيته »، حيال القضية، ورضخ ل »ضغوط أطراف » مارست عليه « الابتزاز »، وفق تعبير المصدر ذاته. يذكر أن الجولة التي قام بها الأمين العام الأممي للمنطقة شملت بلدان موريتانياوالجزائر ومخيمات تندوف. وكان مقررا أن يزور المغرب أيضا، لكن الرباط قرر تأجيلها، حيث أعربت عن عدم وجود أي فائدة للزيارة في ظل الوضع الحالي، وخاصة مع اقتراب موعد اجتماع مجلس الأمن بخصوص القضية. هذا ومن المقرر أن تتم الزيارة في يونيو المقبل.