لا ترهنوا المستقبل، ولا تغذوا الصراعات التي تقوض أواصر الأخوة بين شعبين، من المؤكد أن الوضع السياسي معقد جدا ». كانت هذه الرسالة التي وجهها القيادي بحزب الاشتراكي الموحد، محمد بن سعيد آيت يدر من الجزائر في حوار مع صحيفة « ليبرتي ألجيري ». أيت يدر، الذي يشارك في الجزائر لتخليد أربعينية الراحل حسين آيت أحمد، دعا إلى طي صفحة الخلافات بين المغرب والجزائر، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل للخلافات الجزائرية المغربية عن طريق التفاوض والمصالحة بين البلدين الشقيقين. وأكد المناضل اليساري أن الصراعات لاتغدي سوى النعرات والصراعات بين المغرب والجرائر، داعيا المجتمع المدني والحكومات والأحزاب السياسية في كلا البلدين إلى العمل لتفادي هذه الصراعات التي تساهم في خلق حالة من الابتعاد والقطيعة بين الشعبين الشقيقين. وأوضح أيت يدر أن المغرب والجزائر يتنافسان في المنظمات الدولية والبرلمان الأوربي وفي منتديات الشباب وحتى داخل منظمات حقوق الإنسان، في الوقت الذي يتوق فيه الشعبين المغربي والجزائري الى العيش في بكرامة، والحصول على عمل، والثقافة والمواطنة، وهي الحقوق التي يجب أن يضمنها القانون لأنها ليست امتيازات »، يردف المتحدث ذاته. ودعا أيت يدر الى وضع حد للنزاع حول الصحراء، مؤكدا أن القضية أعقد من قضية « الألزاس واللورين » بين فرنسا وألمانيا، داعيا المغرب والجزائر إلى الاقتداء بفرنسا وألمانيا وفتح مسلسل البناء الايجابي. وخلص أيت يدر الى أن النزاع حول الصحراء طال أمده، مؤكدا أن التوصل الى حل سياسي تفاوضي وعادل أمر ممكن عبر ثقافة الحوار ومراعاة المصالح المشتركة، والتشبع بالنهج العقلاني، مشيرا الى أن الصحراء يجب أن تكون قنطرة للاندماج المغاربي وليس سببا للتفكك، قائلا "إن مستقبل الجزائر هو المغرب، ومستقبل المغرب هو الجزائر ».