لم يكن أكبر الغاضبين في حزب العدالة والتنمية يعتقد أن يقتنص صلاح الدين مزوار حقيبة الاقتصاد والمالية في مفاوضاته الأخيرة مع ابن كيران، وهو الذي هوجم بشكل قوي من طرف صقور الحزب، وقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر، بل إن حتى ابن كيران كان يلمح له بالفساد في عز الحملة الانتخابية الماضية، وفي الحملات الانتخابية يكشف فيها كل طرف عن صورته الاعتبارية لخصومه! وحسب آخر الأخبار المتسربة من الجولة الأخير بين ابن كيران ومزوار، فإن هذا الأخير استطاع الحصول على حقيبة الاقتصاد والمالية، وهي واحدة من الضربات القوية التي ستخلف الكثير من الجدل بين ابن كيران وبين صقور الحزب، إذ كيف يتم القبول باستوزار مزوار في الاقتصاد والمالية بعد كل تلك الحرب الذي وجه فيها اخوة ابن كيران سهامهم له؟! هذا السؤال وغيره لا بد ان تطرح في اجتماع الامانة العامة للحزب يوم غد، ولا بد ان تكون الجلسة ساخنة. فإذا حدث وتأكد فعلا أن صلاح الدين مزوار عاد لوزارة الاقتصاد والمالية بعد كل تلك الحرب التي جرت بين حزب العدالة والتنمية وبين التجمع الوطني للأحرار، فإن الكثير من علامات الاستفهام يمكن ان توضع على مصداقية العمل السياسي. وليست هذه سوى احدى القضايا التي قد تهز صورة الحزب لدى المغاربة، خاصة بعد القرار الذي ضطر ابن كيران إصداره في نهاية الشهر الماضي، بشأن الزيادة المرتقبة لاسعار المحروقات، والتي سيكون له حصة زمنية في نفس الاجتماع، خاصة ان لإصلاح صندوق المقاصة طرق اخرى لم تسلكها الحكومة، ومنها سحب الدعم الهائل الذي تستفيد منه كبريات الشركات خاصة في مادة السكر، والذي يمكن ان يساهم في تخفيف العبء على الصندوق.