تأخذ قضية الاعتداءات على نساء بمدينة كولونيا، ليلة رأس السنة الجديدة، تداعيات جديدة، حيث اتضح من خلال النقاشات القائمة بهذا الشأن حدوث تحرشات أخرى، لم يعلم بها الرأي العام من قبل، مثلا خلال احتفال الترحيب بقدوم لاجئين. أوضحت الفتاة آنا، (إسم مستعار)، البالغة من العمر 25 عاما، وإحدى المشاركات في حفل « مرحبا باللاجئين في مدينة بون » كانت رفقة ثلاث صديقات وصديق، وانزعجت الفتاة آنا من تصرف بعض الرجال خلال الحفل: « بعض الضيوف تجاوزوا بالفعل حدودهم، وكانوا يضايقون النساء أثناء الرقص رغم اعتراضهن على ذلك ». ومن جهة أخرى ذكرت أن عددا من الرجال كانوا يضايقون النساء ويلمسوهن. ملاحظة أن « مثل هذه المضايقات قد تقع دائما قبل انتهاء الحفلات ولكن ليس بهذا الحجم وبهذه الكيفية، فعلا عشنا أوقاتا غير مريحة في ذلك الحفل ». رد فعل متأخر لوسائل الإعلام « حفل بدون حدود » كان هو شعار الفعالية التي نظمتها جمعية « مرحبا باللاجئين في مدينة بون » بمشاركة جمعية « المبادرة من أجل اللاجئين » على متن سفينة « Township » في 7 نوفمبر 2015 للترحيب باللاجئين. في هذا الاحتفال لم تسلم النساء من تحرشات رجال، ألمان أو غيرألمان. شهرين بعد ذلك تحدثت جريدة « غينيرال آنتسايغر »، أكبر الصحف بالمنطقة، تزامنا مع أحداث اعتداءات كولونيا، في تقرير صغير عن تلك التحرشات دون تفاصيل. مباشرة بعد وصول الفتاة آنا إلى الحفل لاحظت أن العديد من الرجال المتواجدين حول حلبة الرقص أو داخل السفينة كانوا تحت تأثير الكحوليات. وحضر الحفل قرابة 300 شخص، وتقدر الفتاة آنا أن نسبة حوالي ثلاثة أرباع من عدد الحاضرين كانوا رجالا من اللاجئين، حسب ما قالته جمعية « مرحبا باللاجئين في مدينة بون »، حيث طلب منظمو هذه الفعالية خلال الحفل من الرجال عبر مكبر الصوت مرارا وتكرارا، باللغة الألمانية والإنجليزية والعربية، احترام النساء واحترام الفضاءات عند الرقص. و حسب تصريح جمعية « مرحبا باللاجئين في مدينة بون »قام منظمو الحفل بطرد عدد من الذين لم يمتثلوا لهذه الدعوة ورغم تلك الإجراءات استمر الوضع على ما كان عليه: « مع كامل الأسف لم ننجح رغم قيامنا بتطبيق عقوبات ». ردود فعل أدهشت المنظمين في 10 نوفمبر 2015، أي ثلاثة أيام بعد الحفل، نشرت الجهات المشاركة في تنظيم فعالية « حفل بدون حدود » على موقعها الإلكتروني نصا تندد فيه بالتحرشات ، حيث تم تقديم اعتذار للنساء اللواتي تعرضن لمضايقات وتحرش. شرطة مدينة بون لم تعلم بهذه الحادثة إلا بعد أن طلبت جريدة « غينيرال آنتسايغر » موقف منها من هذه القضية. الشرطة لم تتوصل حينها إلا بشكوى عن سرقة لمحفظة. ووفقا لمصادر الشرطة تقدمت سيدتان، بعد نشر مقال عن هذا الموضوع الأسبوع الماضي، بتقديم شكوى عن تحرش تعرضتا له على متن السفينة التي أقيم فيها الحفل. كما قدمت سيدة شكوى حول حالة مضايقة. وتحدثت الشرطة عن وجود أدلة في حالتين أخريين. التهديد بعد نشر خبر التحرش