تشكل صلاة الاستسقاء إحدى الشعائر الدينية التي دأب المسلمون على أدائها كلما حل القحط والجفاف، وهي سنة مؤكدة، قام بها رسول الله محمد، عليه السلام طلبا للرحمة والإغاثة بإنزال المطر الذي هو حياة كل شيء ممن يملك ذلك، واقتدى به الصحابة، واستمرت إلى عصرنا هذا، وهو ما دأب عليه المغرب، حيث كانت صلاة الاستسقاء اليوم الجمعة بناء على أمر أصدره الملك محمد السادس لتقام في جميع ربوع المملكة. المغرب.. طقوس وعادات ارتبط المغرب في صلاة الاستسقاء بطقوس دينية وشعبية من خلال ترديد أدعية بطريقة جماعية، وشهدت مدن وقرى المغرب مجموعة من الممارسات تبقى أبرزها، بعيدا عن صلاة الاستسقاء الرسمية، خروج الناس وهم يرتدون ألبستهم مقلوبة، ويرددون عبارات استعطافية وأدعية إلى الله لإنزال الغيث. وكان غالبا ما يرافق الرجال الحاملين لملابس مقلوبة على رؤوس عصي طويلة متبوعين بعشرات الأطفال الصغار وهم يرددون العبارات الأدعية جهارا، كما جرت العادة أن خاصة في الأحياء الشعبية أن تقوم النساء بصب بعض المياه على الموكب من شرفات المنازل أو من السطوح، كناية على استجابة الله لدعواتهم، وهو ما يخلق جوا من الفرجة علاوة على الطبيعة الدينية للطقس. في عهد الرسول الكريم حين أجدبت الأرض في عهد رسول الله خرج بالناس إلى الصحراء للاستسقاء من الله تعالى فتوجه إلى القبلة وأخذ يدعو الله أن يغيث المسلمين، وتفاؤلا بتحول حالهم من الجدب إلى الخصب ومن الضيق إلى السعة، فقد حول رداءه من جانب إلى جانب، ثم صلى بهم صلاة الاستسقاء ركعتين جهريتين. وكان رجل قد دخل المسجد يوم الجمعة، وكان رسول الله قائما يخطب، فقال: « يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغثنا » فرفع رسول الله يديه ثم قال: » اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا » قال أنس راوي الحديث: « فو الله ما نرى فى السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء وانتشرت ثم أمطرت قال فو الله ما رأيت الشمس سبتا.. » طلب الاستسقاء بالصالحين روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج يستسقي بالعباس فقال : اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك صلى الله عليه وسلم وبقية آبائه وكبر رجاله فاحفظ اللهم نبيك صلى الله عليه وسلم في عمه ، فقد دنونا إليك مستعفين إليك ومستغفرين ، فقال العباس رضي الله عنه ، وعيناه تنضجان : اللهم أنت الراعي لا تهمل الضالة ، فقد الضرع الصغير ودق الكبير ، وارتفعت الشكوى ، وأنت تعلم السر وأخفى ، اللهم فأغثهم بغياثك من قبل أن يقنطوا فيهلكوا فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ، قال : فنشأت السحاب وهطلت السماء فطبق الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون : هنيئا لك ساقي الحرمين.