طوت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، الأسبوع الماضي، صفحات ملف القتل، وأدانت المتهمة (س.أ) بثلاثين سنة سجنا، بعد مؤاخذتها من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار، وإخفاء جثة المجني عليه في جريمة قتل، وتغيير حالة الأمكنة التي وقعت فيها الجريمة، والفساد، فيما أدانت عشيقها (م.ل) بخمس سنوات سجنا، من أجل إخفاء جثة المجني عليه في جريمة قتل، وتغيير حالة الأمكنة التي وقعت فيها الجريمة والفساد، وعدم التبليغ عن وقوع جناية، والفساد. وقضت الغرفة عينها في الدعوى المدنية التابعة، بأداء المتهمين تضمنا لفائدة المطالبين بالحق المدني، تعويضا إجماليا قدره 120 ألف درهم، مع الصائر والإجبار في الأدنى. وتعود تفاصيل الحكاية حسب يومية « الصباح »، إلى فجر 29 يناير الماضي، عندما أشعرت المصالح الأمنية بآزرو باكتشاف جثة شاب ملقاة على سطح فرن بزنقة السقاية، الذي كان مصابا بجرح غائر في رأسه؛ حيث تم اكتشاف آثار بقع دم على طول المسافة الفاصلة بين محل إقامته ومكان اكتشافه، كما تمت معاينة بقع من الدم بالدرج وبغرفة النوم الواقعة في الطابق العلوي. واعترفت زوجته بعد مواجهتها بالأدلة التي تمت معاينتها بمسرح الجريمة، بأنها استغلت فرصة نومه لتعتدي عليه بواسطة حجر كبير، أصابته بواسطته في رأسه وكررت العملية سبع مرات، قبل أن تضع فوق وجهه وسادة إلى أن فارق الحياة؛ حيث صرحت بأنها قتلته لأنه كان يسيء معاملتها ويعنفها ويمنعها من الخروج من المنزل، لدرجة حاولت فيها الهرب منه دون أن تنجح بذلك. وأضافت الجانية أنها ربطت الاتصال بعشيقها (م.ل) المتحدر هو الآخر من السعدية، وطلبت منه الحضور إلى آزرو بغرض مساعدتها دون أن تخبره بما اقترفته يداها، وأوضحت له أنها أبلغته أن زوجها ربح مبلغا ماليا مهما في الرهان، وأنه في حالة حضوره ستسلمه مبلغ 20 ألف درهم، ما أثار طمعه ولم يتأخر في الاستجابة لطلبها. وزادت أنه بعدما حل بمدينة آزرو، حضر إلى مسرح الجريمة وفتحت له الباب، قبل أن تخبره بأنها قتلت زوجها، ساعتها أصيب بالذهول وحاول الخروج من المنزل، إلا أنها منعته وألحت في طلب مساعدتها على محو آثار الجريمة ونقل الجثة إلى مكان آخر، وهو ما فعله قبل أن يستقل الحافلة في اتجاه مدينة السعيدية. وحتى تبعد عنها الشكوك وتضلل العدالة، طلبت الزوجة من العشيق أن يغلق عليها الباب، حتى تستطيع إيهام المحققين بأنها كانت حبيسة المنزل، لتقوم في خطوة موالية بربط الاتصال هاتفيا هذه المرة بابن شقيق الضحية، وتخبره أنها قلقلة جراء عدم عودة عمه إلى البيت، الذي غادره حوالي الساعة الواحدة ظهرا.