أكدت أسماء لمرابط، رئيسة مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام، أن القضية النسائية ومكانة النساء في المنظومة العلمية قضية محورية حاسمة ومهمة في الفكر والخطاب الإسلامي وطرحها في السياق الراهن يكتسي أهمية بالغة في سياق العولمة وأوضحت لمرابط، التي كانت تتحدث صباح اليوم في ندوة دولية نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء في موضوع « ريادة النساء الدينية في الإسلام: مقتضيات النص ومعطيات الواقع »، أنه لم يعد ممكنا اليوم في عالمنا الإسلامي، الذي أهلكته المآسي الإنسانية أن نسمح لأنفسنا بالتزام الصمت واتخاذ موقف سلبي أمام القضايا العالقة الحقيقية للنساء ونرفض مواجهتها، مضيفة أنه لم يعد أيضا من المسموح لأنفسنا بالتواجد خلف ماضينا وتاريخنا واللجوء إلى هذا المتخيل الإسلامي خوفا من مواجهة واقع مر. لمرابط المعروفة بدافعها المستميت عن القضايا النسائية وريادتهن أبرزت أن مكانة المرأة داخل المنظومة المعرفية الدينية لازالت حبيسة اللاوعي الإسلامي المعاصر، مشيرة إلى أن ما يثير علامات الاستغراب اليوم هو غياب النساء في المؤسسات الدينية، وان وجدن فانهن يتعرضن للتهميش. وأوضحت الباحثة أن مرجعيتنا وتاريخنا الإسلامي، والسيرة النبوية كانت رائدة في هذا المجال، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر أصحابه بأخذ نصف دينهم عن امرأة، كما أن التاريخ الإسلامي حافل بنماذج لنساء فقيهات رائدات عالمات في نقل المعرفة الدينية، لكن هذه النماذج ألقيت على جنبات التاريخ. وتساءلت لمرابط : لماذا تبقى المعرفة الدينية والسلطة والإنتاج العلمي والتفاسير كلها مقتصرة على الرجال، في حين أن نصوص القران تدعون رجالا ونساءا إلى طلب العلم، مؤكدة أن الإجابة عن هذه الأسئلة أمر بالغ الأهمية اليوم. وشددت لمرابط على ضرورة « دمقرطة » الولوج للمعرفة الدينية، وعلى حق المرأة في استعادة مكانتها وصنع القرار، والانتاج المعرفي لتكون رائدة داخل المجتمع .