كما كان متوقعا لم يستطع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن يتوصل إلى اتفاق بشأن انتخاب رئيس لمكتبه التنفيذي، وذلك بعدما كان يعتقد الجميع أن الخلاف بين تجمع مسلمي فرنسا القريب من السلطات المغربية ومسجد باريس الكبير القريب من الجزائر قد حل بعد تعيين "دليل أبو بكر"عميد مسجد باريس الكبير، الذي تم تعينه رئيسا للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية البارحة بعد مفاوضات شاقة. لكن يبدو أن أن أحد الطرفين تراجع صباح اليوم الإثنين، عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم أمس الأحد، حسب ما أذاعته قناة فرانس 24.
وكان ممثلو المسجد الكبير بباريس المرتبط بالجزائر، قد سبق وعبروا عن انسحابهم من اجتماع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي كان مخصصا لتعيين رئيس لهذا الأخير، إذا لم يتم تعيين مرشحه شمس الدين حافظ رئيساً للمجلس، بحسب ما أوضح عمدة مسجد باريس دليل أبوبكر.
غير أن المرشح حافظ كان يواجه اعتراضا من طرف مجلس مسلمي فرنسا القريب من المغرب، لأنه محامي جبهة البوليساريو.
وتسود هذا المجلس انقسامات وتوترات بين "إسلام (السلطة) القنصلية" المرتبط بالجزائر أو المغرب و"الإسلام العابر للحدود" الذي يمثله اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا القريب من الإخوان المسلمين وحركة التبليغ، بحسب بعض المحللين السياسيين.
ويضاف الى ذلك، توترات ترتبط بالمصالح الدبلوماسية للدول الأم مثل الجزائر والمغرب وأيضاً تركيا.
وسبق وأن نظمت انتخابات في 8 يونيه لتعيين الأعضاء الجدد في مجلس إدارة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. وهيمن المقربون من المغرب على 25 مقعداً في مجلس الإدارة، في حين نال المقربون من الجزائر 8 مقاعد، والمقربون من تركيا 7 مقاعد.
وشهد الاقتراع مقاطعة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا في آخر لحظة بسبب انقسام داخله بين من يريدون النشاط من داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ومن يريدون البقاء مستقلين عنه.