كعصفور تتسلل من كوة قفص ضيقة، تحلق كلماتها من جديد في سماء جريدة "أخبار اليوم".. بهذه الكلمات تعود الصحافية اللامعة فاطمة الإفريقي إلى الكتابة. "كعاشقة ممنوعة من الحب، أتمرد على أعراف القبيلة لاختلاس لحظة عشق مع القلم..كمدمنة ميؤوس من علاجها، أحفر في الحرف لأنعم ببرشامة حرية ترفعني إلى لسماء الحلم وترفع عني حكم الإقامة الجبرية في جحيم الواقع.." وتستمر في غنج الكتابة ودلال التمرد:" هل قلت يوما لن أعود إليه؟ لا تصدقوا العشاق حين يغضبون، فبدون أن أدري، تركت للقلم يدي لتنام كالعصفورة بين يديه.. كم قلت إني غير عائدة إلى الكتابة ورجعت.. ما أحلى الرجوع إليه.." ترددت كثيرا.. هل أكتب، أم أنسى؟ هل أعيد الروح للقلم الذي خنقته في لحظة حصار وانصت لاستغاثته، ام اسلي نفسي بحفلات موازين للمتعة؟ هل اطاوع ضميري الذي استفزته حفلات السحل والضرب للمتظاهرين المسالمين في شوارع العاصمة واعلن استنكاري، ام استسلم لايقاعات العالم... لم أقدر.. لم تعد تخيفني أجهزة الرصد ولا التهديد بنشر غسيل أحلامي.. ألفت أنفاس المخبرين في هاتفي ومصابيح الجواسيس على رسائلي الشخصية..لقد غدوا جزءا من حياتي وأصبحوا طقسا مألوفا.." عودة موفقة وأكثر قوة، تكتشفونها مع أول عمود في عدد "أخبار اليوم" في عدد الخميس 27 يونيو.