سبحان مبدل الأحوال ! لم أكن أعرف بأن السلطة يمكن أن تجعل الإنسان يقول الشيء ويفعل نقيضه ويبيع مبادئه ويبلع لسانه بسرعة البرق، حتى جاء إخوان العدالة والتنمية إلى الحكومة. ولم نعد نسمع للسيدة بسيمة الحقاوي أي صوت، ولم نسمع أفتاتي وبوانو والمقرئ أبو زيد والخلفي ينتقدون لباس "جيسي جي" ولا جسد "ريهانة" المكشوف. المشكل هو أن مهرجان "موازين" ما زال هو هو لم يتغير منذ عقد من الزمن، لكن "موازين" العدالة والتنمية اختلت بعد عام من الحكم فقط. وعندما نفضح نفاقهم، يصفوننا بالفساد والتشويش. لم نسمع بسيمة الحقاوي تصرح بأن "جيسي جي" ساقطة وعاهرة، كما فعلت أيام كانت في المعارضة عندما هزت البرلمان بصراخها بعد حفل "شاكيرا" بالرباط. ولم نسمع الريسوني شيخ التوحيد والاصلاح يندد كما كان يفعل من قبل، ولم نسمع أحد ينتقد لباس "جيسي جي" كما انتقدوا من قبل قفطان "لطيفة أحرار" وتصريحات "عصيد" و "المختار لغزيوي" وغيرهم من المغاربة المقدور عليهم. أليس هذا هو النفاق بعينه ؟ لا أحد اليوم يجرؤ على الكلام، لأنهم ببساطة ذاقوا حلاوة الكراسي والأجور الضخمة والامتيازات اللامحدودة. وفي هذه الحالة يمكن أن يبيع المرء مبادئه وكل ما كان يردده من شعارات، وعندما نتهمهم باستعمال الدين في السياسة يستغربون ! الشعارات التي رفعها قياديو حزب العدالة والتنمية لم يؤمنوا بها يوماً، ولكنها كانت الطريق الوحيد الذي يمكن أن يسلكه كل من يريد الفوز بالانتخابات. لست ضد "موازين" ولا أي مهرجان آخر، لأنني ببساطة أؤمن بالاختلاف وحرية كل شخص في اختيار ما يناسبه. لكني ضد النفاق السياسي الذي ينهجه البعض، ويستغل مآسي هذا الشعب للوصول إلى السلطة ثم يبذلون جلدهم مثل الأفاعي. وبما أن السيد رئيس الحكومة تحدث عن "الحياحة" يوم السبت الأخير وقال بأنهم يمنعونه من الاشتغال، فعليه أن يفهم بأن "حياحة" حزبه هم أول عقبة في طريقه لأنهم هم من أشعلوا فتيل الفتنة منذ أن وصلوا إلى الحكم باتهامهم الناس بالباطل وترويج الأكاذيب والوعود المستحيلة. أما "الحياحة" ديال الأحزاب الأخرى فأصواتهم مرتفعة لأن "الحلوف" قريب، وهم لا يمارسون إلا دورهم في المعارضة والدفاع عن الشعب الذي اعطاهم ثقته نسبياً كما أعطاها للعدالة والتنمية نسبياً. وهؤلاء "الحياحة" على الأقل كانوا مع إقامة مهرجان "موازين" وحضروا سهراته وما زالوا يحضرونها علناً، بعيداً عن نفاق الإسلاميين الشيوعيين الجدد. ما الفرق بين "جيسي جي" و "بسيمة" ؟ على الأقل "جيسي جي" لا تخفي نفاقا تحت لباسها. لخبار فراسكم