هذه هي الرسالة التي وجهها الشيخ عمر الحدوشي إلى زعيم حزب النهضة بتونس، وسماها "(بيان عاجل للنهضة بتونس)" يقدم فيها نصائحه للغنوشي، لكن بطريقته الخاصة التي لا تخلو من إشارات ساخنة وبلغة فائرة،. الحمد لله القائل: (ألا له الحق والأمر)، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه.
أما بعد: فأتقدم بنصيحتي هذه المرة لحزب النهضة ولرأسها الغنوشي الترابي السوداني الذي طالما نشروا نصائحي التي يرون فيها بغيتهم، وهذه المرة أقدم نصيحتي للغنوشي-الذي قلب لمبادئه ظهر المجن-وتعدى حده وزعم أن سيدنا عمر لو كان في زماننا لما أمكنه إلا أن يكون ديكتاتورياً، وهو بالإيماء أو: بفحوى الخطاب يشهد على نفسه بالديكتاتورية، فظهرت النهضة بوجهها الحقيقي، وأعلنت عداءها لشباب التوحيد، ومهادنتها للعلمانيين والشيوعيين، وتخطب ودهم، وتتقرب إليهم، والذي غاضني منعهم للمخيمات الدعوية، وفتحهم ذراعهم لمخيمات الأغاني والرقص، وسقطت الأقنعة وقد اقتحموا مسجداً ببنزرت وروضة قرآنية ومتجر يبيع بعض مستلزمات إسلامية، بينما هناك من يتعرى ويستهزئ بدين الله، ولا من يقول: اللهم إن هذا منكر، و حتى إن هناك أحداثاً وقعت كان عليها علامات استفهام، لا زالت إلى الآن وحتى!!!
مما يؤكد ما يشاع أن: (صندوق النقد الدولي) عند ما قرر أن يعطي ملياري دولار للحكومة اشترط عليها ما يلي: 1-رفع الدعم على المواد الأساسية، 2-إغلاق الروضات والمدارس القرآنية، وإذا ظهر السبب بطل العجب، والآن حصحص الحق، وظهر الوجه الواضح للنهضة، فاتقوا الله في أبناء بلدكم، فمن خدم عدواً انقلب عليه، ومن وقف في وجه دين الله قصمه الله، أين بورقيبة الطاغية، وأين البنعلي الظالم، وكرسيكم ستزحلق وتنزلق لغيركم، (وبئست الفاطمة)، (ودين الله قادم، والزحف جرار، والضغط يولد الانفجار).
كما أتوجه لإخواننا في أنصار الشريعة أن يكون في مستوى المسؤولية، فقد أبنتم على حنكة سياسية واضحة، وعلى تعقل، وتبصر ناجح، كونوا حيث يكون الحق، ولا تبالوا، (الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك)، ولا تجعلوا بينكم وبين الحق حجاباً، ولا تغتروا بالكثرة، والشعارات، والخطب الرنانة، القصد القصد تبلغوا، الرفق الرفق تفلحوا وتنصروا، بالتي هي أحسن، لا بالتي هي أخشن، (من أراد أن يُطاع فليأمر بما يستطاع)، (إذا خيرتم بين أمرين فخذوا بأيسرهما ما لم يكن إثماً)، لا ولاء من أجل أشخاص، ولا عداء ولا مقاطعة على المختلف عليه، ولا تقطعوا أمراً بدون مشورة العلماء، ووحدوا الجهود، واجلسوا مع إخوانكم جلسة تراحم وتناصح وتغافر، ولا تفتحوا الجبهات عليكم، ولا تتسرعوا في الأحكام، وانظروا إلى غيركم نظرة رحمة وخير، فإن الخير أمام، والمرحلة القادمة حرجة، والقوم يكيدون لكم، ويدبرون بليل (ومكروا مكراً كباراً)، (إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً)، (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)، (والله غالب على أمره)، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، و(عند الممات تظهر التركات، وعند الصباح يحمد القوم السرى، وعند الله تجتمع الخصوم)، والله من وراء القصد. (أخوكم أبو الفضل عمر الحدوشي)