قالت صحيفة « لوموند » الفرنسية إن نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية ل 4 شتنبر الجاري تعكس حدة الاستقطاب بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة، مشيرة إلى أن هذا الاستقطاب يصب في مصلحة « البيجيدي » الذي يتواجد في وضع أفضل لخوض الانتخابات التشريعية لسنة 2016. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن حزب العدالة والتنمية يحظى بشعبية في الوسط الحضري، مكنته من أغلبية مريحة داخل العديد من المدن الكبرى كالدار البيضاء، فاس، القنيطرة، الرباط وأكادير. الصحيفة الفرنسية اعتبرت على لسان المحلل السياسي والأستاذ الجامعي بجامعة الرباط أكدال محمد مدني أن « البيجيدي » يتقوى وضعه في أوساط الطبقة المتوسطة التي لاتتقاسم بالضرورة مع الحزب ايديولوجيته، لكنه يتموقع في مرتبة متقدمة على مستوى النزاهة ،مقارنة مع الأحزاب الأخرى وعلى رأسها « البام ». فالبيجيدي تضيف « لوموند » يتقوى ويشكل خطرا على القواعد الضمنية التي تستند إليها العلاقة بين الحزب الإسلامي والقصر. فالحزب لايهاجم الملك ومستشاريه ووفقا لهذا التعايش المنطقي فمن مصلحة القصر ألا يتطور الحزب . فالامتداد الشعبي للحزب مشكل حقيقي للقصر الذي يريد نظام تعددية حزبية متحكم فيه، لكنه في الوقع يواجه حزبا يتزايد امتداده مند سنة 2003. وأضافت الصحيفة الفرنسية أن الأحزاب التي يمكنها أن تنافس حزب العدالة والتنمية هي أحزاب اليسار الديمقراطي، مضيفة أنه إذا نظمت هده الأحزاب نفسها واشتغلت في الميدان، يمكن أن يتعزز موقعها، لأنها تستعمل آليات مختلفة عن باقي الأحزاب، لاسيما وأنها تتبني برنامجا سياسيا ولا تشتري الاصوات، فمثل هذه القوى هي التي يمكنها هزم حزب العدالة والتنمية حزب العدالة والتنمية له ميول حضرية وبراغماتي ويريد أن يستجيب لانتظارات الطبقة المتوسطة المرتكزة بالوسط الحضري، فهو حزب يريد تغيير المجتمع انطلاقا من نظرة محافظة، وهو يدافع عن مواقفه المحافظة في قضايا المثلية الجنسية والمرأة والإجهاض والإعدام. وقد ذكرت جريدة « لوموند » عبر تحليل الأستاذ مدني أنه من وجهة نظر حسابية، أصبحت عمودية بعض المدن كالدار البيضاء في متناول الحزب، لأنهم فازوا فيها بأغلبية مريحة، لكن، وفي ظل التنازلات التي انبنى عليها تعايشهم مع النظام الملكي، فمن الوارد أن يتنازلوا عنها.