بمجرد إعلان فوز حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات المهنية ، والتي حصد فيها 408 مقعد، ظهرت بوادر تعلن عن اندلاع حرب « كسر للعظام » بين حزبي المصباح و الجرار، قبيل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات التي ستجرى يوم الجمعة 04 شتنبر المقبل… حزب العدالة والتنمية، الذي جاء في الرتبة السادسة ب 196 مقعدا، لم يتردد في توجيه اتهامات لحزب الأصالة والمعاصرة، بشكل ضمني، يتهم من خلالها حزب الجرار بالاعتماد على أساليب غير مشروعة من خلال استعمال المال والبلطجة واستغلال النفوذ.. محمد يتيم ، عضو الأمانة العامة للمصباح وزعيم الذراع النقابي للحزب، اعتبر في مقال نشر على الموقع الإلكتروني الرسمي للبيجيدي، أن تصدر التراكتور لهذه الانتخابات، جاء دون أي تقدم يذكر، و أن هذا الأخير استفاد من استمرار اعتقاد البعض، أن البام حزب للدولة، زد على ذلك، أنه استفاد من استمرار دعم جيوب كثيرة في الإدارة، التي تشتغل لصالحه، حسب تعبير يتيم. أما في الجانب الآخر ، فلم يتردد الياس العماري في تقديم التهاني رسمياً، و باسم حزب الأصالة والمعاصرة لحزب العدالة والتنمية على ما حققه في الانتخابات، باعتبار أن حزب رئيس الحكومة رفع من نسبة الترشيحات بالمقارنة مع 2009، وأن حزبه انفتح على أشخاص كانوا ينتمون لأحزاب أخرى، في سابقة من نوعها، الشيء الذي يعتبره العماري شيئا إيجابيا. نائب الأمين العام لحزب « البام » و بعد تهنئته لحزب ابن كيران، وجه دعوة إلى هذا الأخير يدعوه من خلالها إلى تهنئة الأصالة والمعاصرة، باعتبار أنه الحزب الذي تبوأ صدارة انتخابات المهنيين… عبد الإله ابن كيران، وبعدما عبر عن ارتياحه لما حققه حزبه في اقتراع السابع غشت، أكد بشكل قاطع انه لن يهنئ الأصالة والمعاصرة، مؤكداً أنه كان سيفعل ذلك لو حصل الحزب على تلك النتائج « بدراعو »! زعيم اسلاميي المصباح قال متسائلاً : « من يكون الياس العماري حتى أقوم بنتهنئته ؟؟! » و قد دعا ابن كيران في نفس السياق، نائب الأمين العام لحزب البام إلى تقديم اعتذار عما فعله في انتخابات 2009 الجماعية.. و في ظل هذه المواجهات، التي تزيد من درجة حرارة المشهد السياسي المقبل، على ثاني تمرين انتخابي، بعد حكومة دستور 2011، يرى مراقبون و متتبعون للشأن العام أن موعد 04 شتنبر، سيكون موعدا ساخنا بكل المقاييس، و أن ما حدث خصوصا بعد تصدر التراكتور لنتائج الانتخابات المهنية، يؤكد أن المواجهة الانتخابية المقبلة ستدور دون شك بين حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، الخائف من تكرار سيناريو مماثل لما حدث في 2009، مع العلم أن الأمين العام لحزب « البيجيدي » هو المشرف الأول عن هذه الانتخابات باعتباره رئيسا للحكومة.. فلماذا إذن كل هذا التوجس والخوف قبيل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات؟ ألا يتوفر ابن كيران على كل الآليات لضمان سير عادي و نزاهة تامة لهذه الانتخابات ؟ ألم يرمي الملك الكرة في ملعب ابن كيران، عندما كلفه بالسهر على الانتخابات؟ لماذا بدأ يحبس قادة حزب « البيجيدي » الأنفاس بعد فوز حزب « البام » في اقتراع يوم الجمعة ؟ وهل فعلاً يحمل فوز الجرار في انتخابات المهنيين دلالات ؟ إن رئيس الحكومة يتوفر اليوم على كافة الوسائل لضمان نزاهة الانتخابات بعد التكليف الملكي…ولن يحق غدا لإخوان ابن كيران، التشكيك في نتائج انتخابات 04 شتنبر، لأن الكرة الآن في ملعب البيجيدي الذي يرأس الحكومة…