أطل علينا السيد رئيس الحكومة مرة أخرى بالرباط، خلال مؤتمر شبيبة حزبه، ووزع التهم في كل الاتجاهات، وهاجم المعارضة بكل أنواع الأسلحة ووصفها بالفساد وإغراق البلاد في الديون والتشويش على إرادة حكومته في محاربة الفساد والمفسدين. والغريب في الأمر هو أن السيد رئيس الحكومة هاجم القناة الثانية مرةً أخرى لأنها عرضت تقريراً عن الحالة الاقتصادية للبلاد وفضحت المستور، مع أن حزبه هو من يسير حقيبة الاتصال وعليه كرئيس حكومة أن يكون أول مشجع للصحافة على أداء دورها بكل حرية وشفافية وأن يحارب كل مس بها. لكن، يبدو أن الإخوة في الحزب الحاكم اليوم لا يؤمنون إلى بالمنابر التي تطبل لهم و تمدحهم وتقصي معارضيهم، وتخفي حقائق الوضعية الكارثية التي أوصلنا إياها بنكيران وأصحابه بعد عام ونصف من الحكم. وليسمح لي السيد رئيس الحكومة بأن أذكره بالحقائق التي نسيها خلال خطابه الأخيرة، لأنه على ما يبدو بأن السيد بنكيران فقد ذاكرته بعد فوزه بانتخابات 2011. فمن يجب أن يتهمهم السيد بنكيران بالتشويش عليه وإغراق البلاد في الديون ليسوا هم من يعارضوه، لكن هم من يكونون الحكومة معه اليوم. لأن السيد بنكيران نسي بأن حزبه هو الحزب الوحيد، من بين الأحزاب المكونة للحكومة اليوم، الذي كان في المعارضة قبل الانتخبات الأخيرة، وأن الأحزاب الثلاثة الأخرى كانت مشاركة في الحكومة السابقة التي يقول عنها رئيس الحكومة بأنها أغرقت البلاد. ويبدو أن السيد بنكيران نسي بأن أكبر حليف له اليوم في الحكومة، والذي يمتلك 60 مقعداً في مجلس النواب، هو من قاد الحكومة السابقة التي يتهمها بأبشع التهم. ويبدو أن السيد رئيس الحكومة المحترم نسي أو تناسى بأن من أوصل ميزانية المقاصة إلى 50 مليار درهم، وأغرق البلد في العجز، هو نفس الشخص الذي كافأه السيد بنكيران بحقيبة الاقتصاد و المالية. ويبدو أن السيد بنكيران نسي بأن القيادي الذي نعته ب"السفيه" ينتمي لحزبٍ لم يتولى المسؤولية الحكومية من قبل ولا ندري ماذا يعاتب عليه. وربما نسي السيد رئيس الحكومة بأنه وعد المغاربة خلال حملته الانتخابية بمعدل نمو 7%, وبالرفع من الحد الأدنى للأجور والتقاعد، وبإصلاح المقاصة ومحاربة الفساد وتطبيق القانون على الجميع. ليكتشف المغاربة بعد ذلك بأن الحكومة التي انتخبوها سرقت أحلامهم، و تحولت إلى حكومة تصريف أعمال غير قادرة على شيء وينقصها كل شيء . يجب أن يشرح السيد رئيس الحكومة للمغاربة سبب تجميده لتقرير اللجنة البرلمانية حول صندوق التسويق والتصدير، ويجب أن يقول السيد بنكيران الحقيقة للمغاربة بخصوص تقارير المجلس الأعلى للحسابات. يجب أن يشرح السيد رئيس الحكومة للمغاربة سبب تأخر إصلاح العدالة والجهوية الموسعة وإصلاح المقاصة، ويجب أن يبرر السيد بنكيران للمغاربة تأخر إصلاح المنظومة التعليمية والضريبية. يجب أن يشرح السيد بنكيران للمغاربة سبب تأخر خروج القوانين التنظيمية لجميع المؤسسات الاستراتيجية. يجب أن يشرح لنا السيد رئيس الحكومة لماذا أجهض حلمنا في التغيير والكرامة، ولماذا قبل أن يضع يده في يد من نادى الشعب في الشوارع برحيلهم. يجب أن يجيب السيد بنكيران عن تساؤلنا : هل فقدت ذاكرتك ؟ لخبار فراسكم.