ال"بام" ينتخب مكتبه السياسي من النساء وأبناء الريف واليساريين حقّق حزب الأصالة والمعاصرة خطوة جديدة في طريق الانسلاخ من صورته السابقة، وانتخب مجلسه الوطني في دورته الأولى بعد المؤتمر الاستثنائي، عشرين عضوا بالمكتب السياسي الذي سيعمل إلى جانب الأمين العام الجديد مصطفى بكوري. وتميّزت لائحة الأعضاء الجدد للجهاز التنفيذي لحزب الجرار، بتجديد شبه شامل وحضور قوي للنساء والشباب والمحسوبين على تيار "اليساريين" وعدد كبير من المنحدرين من منطقة الريف شمال المغرب، مقابل خسارة فادحة لما يُعرف باليمينيين أو الأعيان. فيما اضطرّ المجلس الوطني إلى مواصلة أشغاله إلى غاية منتصف ليلة السبت إلى الأحد، بعدما كان البرنامج المسطّر ينصّ على إنهاء الدورة في الساعة الثانية بعد الزوال. وتطلّب الوضع الذي اتسم بتوتّر وصراعات محمومة من أجل الظفر بعضوية المكتب السياسي، الاستعانة بخدمات الرجل المعروف بقوته وكاريزميته داخل الحزب، إلياس العماري. هذا الأخير صعد منصة قصر المؤتمرات بالصخيرات، مباشرة بعد كلمتين مقتضبتين لكل من الأمين العام الجديد مصطفى بكوري ورئيس المجلس الوطني الجديد حكيم بنشماس. وألقى العماري خطبة مطوّلة أخرج فيها ورقة التحذير من المؤامرات التي تتهدّد الحزب، ومغبة السقوط في فخ تحقيق هدف تلك المؤامرات عبر التطاحن الداخلي بعدما فشلت برأيه من خارج الحزب. وبعد نقاشات حادة، تم التصويت على نمط الاقتراع لينتصر معسكر المطالبين بالاقتراع الفردي. وفيما ينصّ النظام الأساسي للحزب على أن المكتب السياسي يتشكّل من 19 عضو منتخب على الأقل، بالإضافة إلى الأعضاء بالصفة؛ تم الاتفاق على انتخاب عشرين عضوا، وتخويل الأمين العام ورئيس المجلس الوطني صلاحية اختيار ستة أعضاء آخرين. أكبر الخاسرين في التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي لحزب الجرار، كان معسكر من يُعرفون ب"الأعيان" واليمينيين، وعلى رأس هؤلاء يوجد الطاهر شاكر، أحد أبرز وجوه الحزب في المرحلة السابقة. مقابل اكتساح قوي لأبناء منطقة الريف للجهاز التنفيذي الجديد، حيث تصدّر عزيز بنعزوز، الذي ذرف دموعا غزيرة في اختتام المؤتمر الاستثنائي لحظة انتخاب حكيم بنشماس (ريفي آخر) رئيسا للمجلس الوطني، (تصدّر) نتيجة التصويت في فئة الفعاليات، وحصل على 247 صوتا، متبوعا بريفيين آخرين، هما كل من أحمد التهامي ومحمد بودرا. فيما جاء رابعا الصحراوي رشيد التامك. فئة الشباب بدورها عرفت تصدّر ريفي آخر هو فؤاد العماري، النائب البرلماني وعمدة مدينة طنجة. ولم تخلو لائحة النساء من الريفيات، حيث توجد كل من الصحافية سهيلة الريكي التي انتخبت في المكتب السياسي رغم وجودها في الديار الأمريكية، حيث بعثت توكيلا مصادقا عليها باسم عضوة حاضرة، وحياة بوفراشن المنحدرة من منطقة تمسمان قرب الناضور. وحسب النظام الأساسي الذي اعتمده الحزب في المؤتمر الأخير، فإن المكتب السياسي سيضم أيضا كلا من الأمين العام مصطفى بكوري، ورئيس المجلس الوطني حكيم بنشماس، ورئيس الفريق النيابي للحزب عبد اللطيف وهبي، فيما بدا أن مقعد رئيس فريق الحزب بمجلس المستشارين الذي هو حكيم بنشماس، قد تم تعويضه بانتخاب عضو إضافي، حيث ينص النظام الأساسي على انتخاب 19 عضوا فيما تم انتخاب 20. وسيختار الأمين العام ثلاثة أمناء عامين مساعدين من بين أعضاء المكتب السياسي الجديد. فيما يُرتقب أن تثير اللائحة الجديدة للمكتب السياسي بعض الاحتجاجات، أولها استعداد البعض للدفع بوقوع كل من فؤاد العماري وفاطمة الزهراء المنصوري، في حالة تنافين حيث تحرم قوانين الحزب الداخلية الجمع بين مهمة تنفيذية فيه وبين رئاسة جماعة محلية. أبرز كتل المكتب السياسي الجديد، تتشكّل من النساء اللواتي حصلن على "المناصفة" بحيازتهم عشرة مقاعد من أصل 20 التي تم انتخاب أصحابها، ويتعلّق الأمر بكل من فتيحة العيادي وخديجة الرويسي وفاطمة الزهراء المنصوري وميلودة حازب وسهيلة الريكي ومارية سدراتي وحسناء الأزمي وحياة بوفراشن ونادية الطريس العلوي وكوثر بنحمو. وفيما تغلب على لائحة الأعضاء الجدد للمكتب السياسي سمة الشباب، يتقدّم هذه الفئة شقيق إلياس العماري، فؤاد العماري، إلى جانب صلاح الدين أبو الغالي وأحمد المخشاني. فيما باقي أعضاء المكتب هم كل من عزيز بنعزوز ومحمد معزوز ومحمد بودرة والعربي المحارشي ومحمد غياث وأحمد التهامي ورشيد التامك. أما الستة الذين سيختارهم الأمين العام ورئيس المجلس الوطني، فيُنتظر أن يُعلن عن أسمائهم في غضون هذا الأسبوع، وأكدت مصادر موثوقة أن أكثر المرشحين للحصول على هذه البطائق الاستثنائية، هم كل من صلاح الوديع وحسن التايقي وإدريس بلماحي، إضافة إلى كل من علي بلحاج الذي لم يترشّح ووحيد خوجة، المسؤول الأول عن الحزب في جهة الدارالبيضاء.