تحل اليوم الذكرى ال24 لانتفاضة 20 يونيو 1981، التي استعملت فيها القوات العمومية الرصاص الحي، وقصفت المتظاهرين، وسقط المئات من الضحايا، واعتقل المئات، ذاقوا أشد أنواع التعذيب قساوة . ويمكن اعتبار انتفاضة 20 يونيو، التي جاءت على إثر الإضراب الوطني العام، الذي دعت إليه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الفتية حينها، إحدى أبرز المحطات النضالية في تاريخ المغرب، في الفترة التي يطلق عليها « سنوات الرصاص »، حيث تحدى المنتفضون وواجهوا القوات العمومية، التي استعملت مختلف الأسلحة، ببسالة قل نظيرها، في مواجهة غير متكافئة. وجاءت انتفاضة 20 يونيو 1981، ذات المطالب الاجتماعية، نتيجة استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، بعد إعلان الوكالة الرسمية، وكالة المغرب العربي للأنباء، اعتزام الحكومة فرض زيادات مرتفعة في كل المواد الأساسية، الدقيق 40%، والسكر 50%، والزيت 28%، والحليب 14%، والزبدة 76%، مباشرة بعد زيادات أخرى كانت على التوالي في سنتي 1979 و1980. والطبيعة الاجتماعية لهذه التظاهرة جعلت إدريس البصري، الرجل القوي في النظام، في سنوات الرصاص، يطلق على ضحايا مجزرة 20 يونيو 1981، بشكل ساخر « شهداء كوميرا ». وجاءت الانتفاضة الشعبية الكبرى في تاريخ المغرب الحديث، بعد الانتفاضة التلاميذية في 23 مارس 1965، بعد إصرار الحكومة تعنتها اتجاه المطالب الشعبية، حيث دعا المكتب التنفيذي للكونفدرالية المغربية للشغل إلى خوض إضراب وطني عام، احتجاجا على الزيادة في أسعار عدد من السلع الغذائية، حيث اختارت الحكومة التعنت بدل التجاوب. ولم يقف الأمر عند مواجهة مطالب الشعب باللامبالاة، بل زادت توتر الوضع واختارت المواجهة بالقمع الشرس، عوض الحوار والتجاوب مع المطالب الشعبية العادلة، بل لجأت إلى القمع العنيف، أعنف مما سبق في إضراب عام 1979، حيث اعتقلت الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، محمد نوبير الأموي، وأعضاء من المكتب التنفيذي، ومناضلين نقابيين، بجميع جهات المغرب، ما أدى إلى انفجار شعبي، وكانت الآلة القمعية ومن مختلف الفرق الأمنية والعسكرية، أكثر قمعا وشراسة، حيث كان للقوات التدخل (القوات المساعدة)، المعروفة ب »زيان » نسبة إلى المنطقة التي تتألف منها تلك الفرقة دور كبير في قمع المتظاهرين، في إعادة لتجربة « سانيغال » في الفترة الاستعمارية، حيث تعرضت انتفاضة 20 يونيو 1981 لقمع لا مثيل له، باستخدام الرصاص الحي، وسقوط العديد من الشهداء، جرى دفنهم في مقابر سرية جماعية، والعديد من الجرحى في صفوف المتظاهرين، إضافة إلى مختفين، ومعتقلين.