في اللقاء الذي جمع بين صحافي "أتلانتيك" وبين الملك، تنقشع بعض الغيوم. وهنا في هذا المقطع يشتكي الملك من المحيطين بها وأولهم العائلة. ويقول المنتقدون إن الحال لم يتحسن كثيراً منذئذ. حاول الملك عبدالله في سنواته الأولى أن يحقق المزيد من الشفافية للموازنة الحكومية، لكن سمعته حول معيشته النظيفة تضررت كثيراً بفعل مزاعم حول استفادة افراد من العائلة أثناء بيع أراض حكومية، ومن اتهامات بأن عدة أفراد من العائلة ومن أصدقاء العائلة استفادوا من صلاتهم بالقصر. وليد الكردي زوج الأميرة بسمة شقيقة الملك الأسبق حسين هرب مؤخراً إلى لندن لتجنب مواجهة تهم حول اختلاسه ملايين من صناعة الفوسفات في البلاد. وقد تعرض الملك نفسه لشائعات بأنه مقامر متهور. وعبدالله دفاعي إزاء الاتهامات بأن عائلته تحصل على امتيازات خاصة. في محادثاتنا انتقد أقارب له كانت سلوكياتهم يراها كعائق للحكم الهاشمي. “انظر إلى بعض اشقائي. يعتقدون أنهم أمراء. ولكن أبناء عمومتي أكثر إمرة من أشقائي. وأنسباؤهم مثلهم. يا إلهي. علي دائماً أن أمنع أفراداً من عائلتي من تسليط الضوء على سيارات حراستهم. أقوم باعتقال أفراد من عائلتي وآخذ سياراتهم منهم وأقطع حصصهم من الوقود وأجعلهم يتوقفون عند إشارات المرور. أحاول ان أكون ذلك النموذج". “حساسيات العائلة تصبح لا معنى لها"، استمر الملك “إذا أمسكت ابني لكونه فاسداً خذه إلى المحكمة. قلت ذلك بوضوح تام من اليوم الأول. ما أحاول قوله أن كل الآخرين مستهلكون في العائلة المالكة. هل لذلك أي معنى؟ هذه هي حقيقة الربيع العربي التي صدمتني". لا يريد عبدالله أن يكون أعضاء عائلة فاسدين أو خدم أو أي احد آخر قادراً على إغراقه، بالطريقة التي أغرق بها الفساد المؤسف والضخم مبارك والعائلات الحاكمة. عندما مررت بالتعليق القاسي للملك حول أحد أفراد العائلة، وهو لم يسمه، ردد تعليقاً من وحي «أليس» في بلاد العجائب: “جلالته، جلالته، وإذا كان جلالته يعتقد أن ذلك قضية مهمة فإن جلالته على حق". زوجة جلالته، رانيا الأنيقة والصريحة، تم إخفاؤها عن الصحافة العالمية منذ ظهور الربيع العربي. منذ أن نظم الديوان الملكي حفل عيد ميلاد مفصل لها في وادي رم في 2010 في الصحراء الجنوبية، فإن المرأة التي وصفتها أوبرا ونفري ذات مرة بأنها “أيقونة أزياء عالمية" أصبح ينظر لها بازدراء من قبل العديد من الأردنيين.