الزمن هو يوم السبت 10 مارس 2012، والمكان أحد المنتجعات السياحية بالجديدة، والحدث تكريم الصحافيتين فاطمة بوترخة وبديعة ريان، بعدما لفت أعناقهما أكاليل الورد كهدية للاعتراف والتقدير من طرف زميلاتهن في شبكة النساء الصحافيات المغربيات المؤسسة حديثا. هكذا كان المشهد معبرا، نادية لمليلي، نزهة لمغاري وخديجة العلوي السليماني ومريم الزخراجي وخديجة السميري وأمال داوود ومرية مكريم، وهن العضوات المؤسسات للشبكة وأربعين زميلة في مهنة المتاعب من مختلف وسائل الإعلام، يحتفين يوم السبت الماضي بفاطمة بوترخة الصحفية سابقا بوكالة المغرب العربي للأنباء، وبديعة ريان الصحفية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية. لكل منهما مسارهما، لكنهما أبدعتا في تسلق هرم المهنة بهدوء، وبكثير من النجاحات والتضحيات أيضا، ولذلك كانت صحافيات الشبكة على مع موعد لتكريمهما، ليس تعبيرا عن العطاءات التي مضت، ولكن وكما أكدن، تثمينا للعطاءات المستمرة التي بدأت قبل عقود. لكل منهما تاريخها، ومع الصحافية فاطمة بوترخة تبدأ الحكاية بطعم النجاح والاعتراف المقرون بالسؤال:ما الذي جعل اسم بوتوخة يسقط منذ أسابيع معدودة من لائحة كرمت الصحافيات اللامعات المتقاعدات في وكالة المغرب العربي للأنباء؟ بدون تعليق، كان هذا رد زميلتنا على السؤال الاستنكاري الذي طرحته احدى زميلاتها في "لاماب". بعد التخرج من المعهد العالي للصحافة بالعاصمة الرباط كانت الخطوة الأولى بالنسبة لبوترخة في وكالة المغرب العربي الأنباء، ولأن مشوار المهنة لم يكن مفروشا بالورود، فقد كان من الضروري قليل من رد الجميل، وإن لم تكن تبحث عنه، ولذلك كانت الصحفية التي حضيت بتكريم في مناسبات عديدة، آخره التكريم الذي حضيت به بمناسبة رمزية كبيرة ليست إلا مناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة 8 مارس 2012. فمن تكون فاطمة بوترخة؟ تخرجت من المعهد العالي للصحافة في العاصمة الرباط، سنة 1978، وانخرطت مبكرا في العديد من الجمعيات الثقافية وكانت فاعلة في أبرز منظمات المجتمع المدني، لذلك من الطبيعي جدا أن تكون أول امرأة تنتخب رئيسة في لجنة الأخلاقيات داخل النقابة الوطنية للصحافة المغربية. شغلت عدة مناصب قبل أن تحصل على تقاعدها المبكر سنة 2008، وتدرجت في المسؤوليات:رئيسة قسم الخدمات الثقافية، رئيس مكتب "لاماب" في مدينة الدارالبيضاء، رئيسة مكتب لندنوجنيف في وقت لاحق في وكالة المغرب العربي للأنباء دائما، واذا كان الاعتراف بهذه الصحافية اللامعة ومنحها الثقة لإدارة المسؤولية في مكتب "لاماب" في لندن أو جنيف، قد جاء متأخرا، بعد سنوات من العطاء، فقد برهنت على أنها صحافية من طينة نادرة، وأن العمل الصحافي المهني يمكنه أن يعيد لشعار "الخبر مقدس والتعليق خبر" في وكالة المغرب العربي للأنباء بريقه، بعيدا عن البروباكاندا الرسمية. ولأنها مهووسة بالكتابة، فقد وقعت عدة منشورات، نذكر منها: "العنف ضد المرأة وانتهاكا لحقوقهم: حالة المغرب"، 1997) باسم تعاونية'' 95 المساواة في المغرب'' - "صورة المرأة والعنف الرمزي: عام 1999، دليل مخصص ل26-52 شخصيات وجمعيات المجتمع المدني في المغرب، دار النشر فنك، 1999 إنها صحافية من طينة نادرة، ومن الأقلام الاستثنائية التي تركت بصمتها على "لاماب" وعلى النقابة الوطنية للصحافة المغربية.