حددت المحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة فاتح أبريل القادم تاريخا للبت في ملف جنحي عادي يُتابع فيه أحد الأطباء بتهمة إصدار شهادتين طبيتين مطعون فيهما. وأرجأت ابتدائية القلعة النظر في الملف بعد تخلف الطبيب المتهم عن المثول أمام الهيئة القضائية لثالث مرة على التوالي. وتعود وقائع القضية إلى أكثر من أربع سنوات، حين قام المواطن المصطفى عامري، والقاطن بجماعة الشعراء القروية، التي تقع بالمجال الترابي لدائرة العطاوية بإقليم قلعة السراغنة، بتوجيه شكاية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة، ملتمسا فتح تحقيق قضائي في إصدار طبيب يعمل بمستشفى السلامة الإقليمي لشهادتين طبيتين؛ الأولى تحدد مدة العجز الطبي في 90 يوما والثانية في 105 أيام، وقعهما في اليوم نفسه وتحملان الرقم الترتيبي ذاته بتاريخ 28 يوليوز من سنة 2008، لفائدة أحد الأشخاص بدعوى أنه تعرض لاعتداء جسدي بآلة حادة نتجت عنها كسور في اليدين والرجلين، من طرف المشتكي المصطفى عامري، الذي أدلى بلائحة شهود يؤكدون أن المستفيد من الشهادتين الطبيتين شوهد بعد يومين من ذلك في صحة جيدة ويقود سيارته بنفسه. وتعود أسباب الصراع بين الطرفين إلى نزاع قديم بين عائلتين حول قطعة أرضية بجماعة الشعراء القريبة من المدار الحضري لمدينة العطاوية، مما دفع أحد الطرفين إلى ادعاء واقعة الاعتداء عليه واستصدار شهادة طبية تخول له الانتقام من غريمه والزج به في السجن. وكان الطبيب قد اعترف، في محضر الاستماع إليه من طرف الشرطة القضائية، بأنه منح شهادة طبية واحدة مدتها 105 أيام لطالبها بعد معاينته لوضعيته الصحية، حيث كان يضع جبيرة الجبس على أطرافه، ويحمله أقاربه على كرسي متحرك، الأمر الذي ينفيه المشتكي، متهما الطبيب ب«التواطؤ لترجيح كفة خصمه في المحكمة». وقد طالبت النيابة العامة بإحضار الطبيب عن طريق الضابطة القضائية للمثول أمام هيئة المحكمة في جلسة فاتح أبريل القادم