قال عبد الصمد الديالمي، عالم اجتماع، وأستاذ جامعي، وباحث، في موضوع تحريم الزنا، إن « الكل يقرأ في القرآن آية معروفة ومشهورة (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) »، مشيرا إلى أن هذه الآية هي « أساس تحريم العلاقات الجنسية غير الزوجية ». وأوضح الديالمي، في حوار مطول مع « فبراير. كوم »، ينشر على حلقات، أن « هذا التحريم بالنسبة للمسلم لا جدال فيه، ولا نقاش حوله، ولا رجعة فيه »، لكن بالنسبة إليه هو كعالم اجتماع، « تساءل إن كان الكل مجمع على أن هذه الآية محكمة، غير متشابهة، لا تقبل التأويلات، فطرح السؤال التالي، لماذا حرم القرآن الزنا، أي لماذا حرم العلاقات غير الزوجية، والسؤال الذي يطرحه ليس من خارج الإسلام، ولا ضده » لأن الإسلام يقول بإعمال العقل، مضيفا « وأنا أردت أن أفهم، وهذا من حق المسلم »، متابعا، « أردت أن أفهم ما هي علة تحريم الإسلام للزنا، وما هي العلمية السببية، التي جعلت الله يحرم الزنا ». وأوضح الديالمي قبل أن يدلي بموقفه أنه « يميز بين موقفين كبيرين، موقف تقليدي محافظ، سائد، يقول إن هذه الآية صالحة لكل مكان وزمان، والعمل هنا بعموم اللفظ، لفظ عام أي تحريم عام ينسجم مع جميع المجتمعات وكل الأزمنة والأمكنة »، مشيرا إلى أن « هذا الموقف الفقهي السائد وكتعبير عما يمكن أن يسمى الكنيسة الإسلامية، فقهاء وعلماء يشكلون كنيسة إسلامية لا مهيكلة، أجمعوا أن الزنا محرم بشكل قطعي ونهائي ». وأضاف أن « هناك موقف آخر لبعض المفكرين المسلمين، يفضلون فهم لماذا الإسلام حرم الزنا »، مشيرا إلى أنه « من ضمن هذه الفئة من العلماء، أي يريد أن يفهم لماذا حرم الإسلام الزنا »، هنا « أُُعمد عقلي »، موضحا أن « الإسلام يجيز إعمال العقل »، ليتساءل « ما هي علة تحريم الإسلام للزنا؟ »، قبل أن يجيب أن « العلة واضحة في المنطوق الفقهي نفسه »، وأن « الزنا حرمت للحفاظ على صفاء النسب ونقائه، لأن العلاقة الجنسية غير الزوجية، في ما قبل، كانت تؤدي بشكل شبه حتمي إلى حمل غير مرغوب فيه، وبالتالي إن إنجاب مولود (طفل أو طفلة) سيكون مجهول النسب، وسيخلق بلبلة، وفوضى، ويطرح تساؤلات من هو والده، ومن سيرث، ولمن سينسب، وبمن سيتزوج إلخ… ».