للمرة الثانية خلال أسبوع، خرج الآلاف في ميدلت للتضامن مع الشاب هشام الميكانيكي الذي يدعي شتمه وإهانته وإرغامه على تقبيل رجليه من لدن نائب وكيل الملك في المحكمة الابتدائية، داخل مقر مفوضية الأمن قبل أسبوعين، فيما بات يُعرف ب»مول الصباط». ولأول مرة رفع المحتجون شعارات تندد كذلك برجال الأمن، خاصة الضابط المتهم بضرب هشام على عنقه، وكذا إجباره على تنفيذ أمر المسؤول القضائي على تقبيل رجليه. منير بودكيك، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قال لنا إن الآلاف الذين خرجوا للتظاهر نددوا بسلوك المسؤول القضائي المذكور، ودعوا إلى محاسبته، وأكد أن الهيئات الداعمة للوقفة، والتي تتكون من 19 حزبا سياسيا وجمعية حقوقية ومدنية، كلها ندّدت بسلوك المتهم، ودعت إلى تحقيق العدالة. وحجّ أمام مقر المحكمة الابتدائية الآلاف من المواطنين، بعضهم جاء إلى ميدلت من خارجها، وأكد بودكيك أن العدد يقارب 10 آلاف شخص، بين النساء والرجال. علي مزوغ، فاعل مدني، نبّه إلى أن خروج النساء كان كثيفا، ردّا على تصريحات إعلامية نشرت في الصحافة الوطنية منسوبة إلى المتهم سعيد فارح بصفته نائب وكيل الملك يقول فيها إن الوقفة الحاشدة التي شهدتها المدينة يوم السبت الماضي «تم استغلالها لتزامنها مع 20 فبراير واستغل فيها الحدث حيث تم تجييش الأطفال والعاهرات»، الأمر الذي أثار استياء مضاعفا، دفع إلى خروج كثيف للنساء، يقول مزوغ دائما. المتهم سعيد فارح ردّ على ذلك في تصريح لنا بالقول إن «تصريحاتي أُسيء فهمها، وتم تأويلها بشكل خاطىء بنيّة سيئة»، مؤكدا «أن نساء ميدلت عفيفات»، و»ما قصدته – يضيف فارح- هو أن بعض الحاضرات في وقفة السبت الماضي سبق أن اتُهمن من أجل جرائم أخلاقية». ومستنكرا من جهته «سلوكات البعض ممن يريد الاصطياد في الماء العكر». إلى ذلك، وبينما أكد أكثر من فاعل جمعوي أن المتهم سعيد فارح تم توقيفه عن العمل حتى انتهاء التحقيق من لدن الوكيل العام للملك لمحكمة الاستئناف بمكناس، ردّ فارح على ذلك بالنفي، وقال متحدثا معنا من إفران: «أنا الآن في عطلة مرضية، ولم يتم توقيفي عن العمل كما يزعم الآخرون». ولم يستمع الوكيل العام للملك بعد إلى المتهم سعيد فارح، رغم أنه استمع للمشتكي في مكناس قبل أزيد من أسبوع، كما استمع إلى ثلاثة شهود. واكتفى لحد الآن بإصدار بلاغ نهاية الأسبوع ما قبل الأخير، يؤكد فيه أن التحقيق جار في ادعاءات المشتكي. ويبدو أن وصف «عاهرات» أثار استياء كبيرا في صفوف ساكنة ميدلت، بحيث تحولت الوقفة الاحتجاجية لأول أمس السبت إلى حلقة كبيرة لإلقاء قصائد زجلية وشعرية في حق نساء ميدلت، تنوه بماضيهن ومقاومتهن للاستعمار، فيما رفعت لافتات كتب عليها «نساء وبنات ميدلت شريفات وعفيفات ويستنكرن تصريحات المسؤول القضائي». وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد انتقلت إلى ميدلت الأسبوع الماضي، بحيث استمعت إلى المشتكي هشام حمّي، وإلى رجال الأمن الذين عاينوا وقائع الحدث داخل مفوضية الأمن، لكن لم تستمع بعد إلى الشاهد الرئيسي