أقدمت مجموعة من الإيرانيات على تصوير شريط فيديو يظهرن فيه عاريات، ترويجاً لروزنامة تحمل صورهن وهنّ على هذا الحال. وتقول هؤلاء النسوة، اللواتي يعشن في أوروبا، إن الغرض من الشريط هو لفت الأنظار الى قمع الحريات الذي تمارسه السلطة في بلادهن ضد مواطنيها. لقد بدأت موجة الإحتجاجات عن طريق التعري لكي لا تنتهي كشكل وكمضمون، يحاول من يستعملها من النساء تبليغ رسالتهن، عبر إثارة الإنتباه، لكنها الطريقة التي تقرأ بكثير من الرفض من طرف العديديين الذين قد يقبلون أن تستعمل من طرف غربيات أوكرانيات أو فرنسيات، لكن ينظر إليها بالكثير من الالتباس حينما يتعلق الأمر بمسلمات، كما عليه الحال بالنسبة للإيرانيات. وقالت الصحافة الغربية التي أوردت النبأ إن الروزنامة والفيديو من بنات أفكار الناشطة الإيرانية مريم نمازي، وبدأ توزيع الروزنامة وبث الفيديو الخميس في يوم المرأة العالمي. ويأتي هذا التطور في أعقاب نشر صور عارية جزئياً لعازفة البيانو والممثلة السينمائية الإيرانية غولشيفته فرحاني التي أثارت غضباً عارماً في صفوف النظام الإيراني، الذي حظر عودتها الى البلاد في يناير الماضي. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «ديلي بيست» الأميركية قول هذه الممثلة الشهيرة إنها نشرت الصور«احتجاجاً على القيود التي يضعها النظام الإيراني على المرأة وخاصة في ما يتعلق بملبسها». وهذه ليست المرّة الأولى التي تلجأ فيها فتيات مسلمات الى تحدي أنظمتهن وتعاليمهن الدينية. فقد بدأ هذا التيار في اكتوبر الماضي عندما فاجأت الناشطة صاحبة المدونة الإلكترونية المصرية، علياء المهدي، العالم وخصوصاً الإسلامي ببث صورتها عارية على الإنترنت احتجاجاً على التمييز ضد النساء. ولم تكتفِ علياء البالغة من العمر 20 عاماً بالتعري، بل دعت الأخريات إلى الشيء نفسه أيضاً. وكتبت في مدونتها أسفل صورتها العارية تماماً، باستثناء جورب طويل شفاف وحذاء أحمر:«حاكموا الموديلات العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتى أوائل السبعينات، وأخفوا كتب الفن وكسروا التماثيل العارية الأثرية، ثم اخلعوا ملابسكم وانظروا إلى أنفسكم في المرآة. وأحرقوا أجسادكم التي تحتقرونها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلى الأبد قبل أن توجهوا لي إهاناتكم العنصرية أو تنكروا حريتي في التعبير». ويذكر أن الإيرانيات صاحبات الروزنامة وشريط الفيديو الأخريات أهدين عملهن هذا الى علياء وشجاعتها في وجه رياح التخلف على حد قولهن.