هذا مقتطف من حوار للأستاذ عبد الرحمان اليوسفي مع موقع "العربي الجديد"، وهو الحوار الذي أجراه قائد حكومة التناوب بعد اعتزاله السياسة قبل 13 سنة، وهو الأخير حسب اليوسفي دائما، حيث كشف، ولأول مرة، أنه يتواصل مع الملك محمد السادس بين الفينة والأخرى، وأنه يستشيره مثلما حدث أثناء تشكيل حكومة عبد الإله ابن كيران... * طالما أننا نتحدث عن الشباب، أذكر تصريحاً شهيراً لك، حين تسلّم الملك محمد السادس مهامه بعد رحيل والده الحسن الثاني سنة 1999. يومها دعوت المغاربة وكنت رئيساً لحكومة التناوب إلى عدم تفويت فرصة وجود ملك شاب في حكم البلد. هل التقط المغاربة تلك الرسالة؟- نعم قلت هذا الكلام، واليوم بعد قرابة 16 عاماً أقول أن رؤيتي كانت في محلها، ولم يخب ظني، فالملك الشاب كان عند حسن تقدير الشباب المغربي، وتفهّم مشاكلهم على نحو جيد، وبالقدر نفسه على مستوى طموحات المغاربة جميعاً، بدليل أن المراقبين يلاحظون اليوم أن المغرب بلد متوازن ويسير في الاتجاه الصحيح. * هل تلتقي الملك من حين الآخر وهل تتواصل معه؟ في بعض الأحيان تكون هناك فرص للقاء، وفي أحيان أخرى نتواصل هاتفياً. * من منكما يسأل عن الآخر؟ نحن الاثنان. * متى كانت المرة الأخيرة؟ كانت المرة الأخيرة يوم احتفالي بعيد ميلادي التسعين (4 مارس/ آذار 2014)، وقد قام الملك بالتفاتة جميلة شملتني أنا والأصدقاء الذين احتفلوا معي بالمناسبة. * هل استشارك الملك في شؤون البلد بعد تركك العمل الحكومي، ومتى كانت المرة الأخيرة؟ نعم حصل الأمر، وقد كلفني بمهمات خارجية عدة في إطار ملف الصحراء، ولكن منذ قراري باعتزال العمل السياسي احترم رغبتي، وكانت المرة الأخيرة التي طلب رأيي فيها لدى تشكيل الحكومة الحالية التي يقودها عبد الإله بنكيران في سنة 2011.