أحد القيادات البارزة فى الحكم والسياسة نشر تصريحًا قال فيه: «لولا دم الشهداء فى ثورة يناير 2011 ما صعدنا إلى مناصبنا». مع ذلك لم يبذل هذا القيادى العظيم دقيقة واحدة من حياته الثمينة ليتعرف على أسماء هؤلاء الشهداء، فما بال الشهيدات من النساء؟
لماذا سقطت أسماء شهيدات ثورة يناير 2011 من حسابات القوى المسيطرة؟
هل لأنهن نساء؟ هل لأنهن فقيرات وليست لهن أسماء معروفة؟
هل ضرورى للشهيدة أو الشهيد أن يكون من الطبقة العالية أو عضوًا بالأحزاب المتنافسة على الحكم أو صديق صحفى مرموق أو إعلامى يملك قناة فضائية؟
هل هناك دم مصرى رخيص تشربه الأرض، وينساه الوطن والتاريخ؟
لا يكترث الوطن بالدم المراق من أجله إلا الدم الثمين لمن يملك التاريخ والحكم والسلاح والإعلام
وراحت دماء شهيدات ثورة 2011 فى النسيان، ومنهن:
أميرة سمير السيد دويدار
مريم مكرم نظير
زكية عبدالقاصد
هبة حسين محمد أمين
رحمة محسن أحمد خضير
ليزا محمد حسن
أميرة محمد إسماعيل
حبيبة محمد رشدى
شيماء فؤاد حسين
شيماء الباشا
هدير عادل سليمان السيد
منة الله محمد عيد
سامية محمود حسن
نجلاء ياسين محسن
نسمة كمال أحمد عطية
خلود عبدالعليم
أمل حمدى جمال
أميرة سمير السيد شحاتة
أسماء إسماعيل
سهير خليل زكى خليل
هدى محمد السيد الطهطاوى
مبروكة عبدالعال أحمد
زوجة السيد بسيونى
كريستين سيلا
مرام محمد
رشا أحمد جنيدى
سامية محمود حسن
فاطمة الهوارى
سالى زهران
زكية عبدالقاصد من منشية ناصر لا تجيد القراءة ولا الكتابة خرجت مع حفيدها عمره 14 عامًا، وهى تسير وسط المظاهرة، ظهرت عربتا أمن مركزى تطاردان الناس، وأفلتت يد الحفيد من يد جدته، ثم رأى عربة أمن تدهسها، ولمح بعض جيرانه يحملون جثتها الملقاة على الأرض فانطلق إلى أسرته يخبرهم، ماتت زكية فى مستشفى الزهراء بنزيف فى المخ وكسر فى الجمجمة.
مريم مكرم شهدت الدم المراق فى حادث كنيسة القديسين فخرجت فى المظاهرات، قتلت بطلق نارى اخترق خدها الأيمن، وماتت فى مستشفى الدمرداش، تحتفظ أسرتها بملابسها وكتبها، وجهاز زفافها، حيث كانت تستعد للزفاف بعد شهور قليلة.
هبة حسين، أم لطفلة رضيعة، تلقت خلال المظاهرات طلقًا ناريًا قتلها فى الحال، أمها تنزف حزنًا على ابنتها لأكثر من عامين
مهير خليل ماتت بعد تعرض بيتها لقنبلة غاز مسيل للدموع أطلقت من أعلى قسم شرطة بولاق الدكرور المجاور لها، واضطر الجميع لمغادرة المنزل خوفًا من الاختناق، ومنهم مهير، التى رأت شابًا ينزف أمامها حتى مات، فصرخت فى ضباط الشرطة غاضبة فأصابها أحدهم بطلق نارى فى كتفها، اخترقت الرصاصة الكتف لتستقر فى الكلية مرورًا بالقلب والرئة.
ومن يذكر كوثر زكى؟
كان ابنها، مصطفى رجب، ينتظرها بعد انتهائها من جلسات الغسيل الكلوى، يأخذ بيدها بعد الجلسة حتى البيت، أراد التبرع لها بكليته ليحررها من عذاب الغسيل الكلوى، لكنها رفضت، ودعت الله أن يحميه، لكن ابنها كان أول المقتولين فى ثورة يناير 2011.
تسكن كوثر فى حى الجناين بطريق الإسماعيلية على بعد خمسة كيلومترات من مدينة السويس، تأخذ سيارة أجرة من أمام بيتها إلى حى الأربعين، ثم سيارة أجرة حتى المستشفى، أصيبت بفشل كلوى منذ أربع سنوات، تذهب لجلسات الغسيل ثلاث مرات أسبوعيًا مدة كل منها أربع ساعات متواصلة، منذ موت ابنها تبكى ليل نهار حتى جفت الدموع.
الفقراء يدفعون دمهم للوطن دون مقابل فما بال الفقيرات النساء؟